خليفة الشرق بأفعالنا وأقوالنا ، فلم يفده ذلك لاطلاع آغا والخليفة على أحوالنا ، ثم وشي بي عند الباي علي مرارا عديدة فأثّر وشيه في وخطني الباي خطايا عديدة ، ثم أن الباي كان بمحلته بالنواحي الشرقية ، ومعه حليفته صاحب الأخلاق المرضية ولما رجع للمعسكر قال قائدنا المجاجي وأنا على فرسي وكان من عتاق الخيل ، يا سيدنا أنت لست بباي وأنا لست بقائد وإنما الباي والقائد هذا الرجل الذي تراه على الفرس الأدهم كاليل (كذا) فأمر الباي فورا بقتلي ، لاكنه (كذا) لم يتم أجلي ، فأحيل بيني وبين فرسي وأخرجوني للقتل فتكلم الخليفة وآغا الشرق على خلاصي فلم يفد ذلك بالرتل ، فسمع آغا السيد قدور ابن إسماعيل ذلك ، وعاين ما هنالك ، فتقدم وقال للباي لا يقتل لأنه مظلوم والمجاجي قائده مسلط عليه / في الأمر المعلوم ، وأن قتلته بسبب هذا القائد (ص ٢٩٠) البوطال بقيت الجهة الشرقية فارغة من الرجال ، فترك الباي قتلي وحملني مسجونا على بغلة لوهران ، وقد أخذ فرسي بالإعلان ، ولما وصل لوهران أدخلني السجن ثلاثة أشهر متتابعة ، ومهمى يسل المساجين أخبره بأحوالي قولة قاطعة ، إلى أن قلت له يا سيدي خلصني من السجن أو اقتلني ولا تدعني في السجن الدائم ، فقال له آغا السيد قدور المطلوب من سيادة الباي أن تسرح هذا الرجل من حينه لأنك أطلت سجنه بسبب قول قائده الظالم. قال فسرحني الباي من وقتي ، وجيت (كذا) لأهلي في الفرح والسرور ، ولما وصلت خيمتي جاءني القائد المذكور وقال لي أنّ الباي خطّك بمائة سلطاني لا ريال ، وخلاصها على يدي فلا بد من دفعها فورا في الحال ، فقلت للقائد أن الباي لم يخطني بشيء من المال ، وإن كان كما قلت فأين بطاقته حورا فقال لي لا تزد في الكلام أدّ ما أمرتك به فورا ، وإلّا يحلّ بك الانتقام ، وتعود لسجنك على الدوام فقلت له يفتح الله وسيحصل بعد العسر اليسر ، ثم أني بعثت لصهري المختار العكرمي على فرسه بسرجه فبعثه لي وركبت مع رفقائي ليلا وسرت إلى أن دخلت وهران مع الفجر ، ولما نبيت الحكومة تقدمت للشكاية بالقصد فناديت جهرا يا سلطان الحق السيد إذا حرر عبده ومكّنه من التحرير هل يتعرض له أحد ، فقال لي أعد ما قلت فكرّرت قولي ثانيا وثالثا ، فقال لي ما معنى كلامك فلا تكن ناكثا ، فقلت له يا سيدي إني خديمك الفلاني الذي عزلت عني فرسي بالمعسكر بسبب كلام القائد