ومن رأي الشيخ المهدي البو عبدللي أن مؤلف هذا الكتاب هو الشيخ محمد بن يوسف الزياني أو أحد سكان قرية البرج مقر أسرة المخفي.
ومما قاله : «وفي آخر الجزء الثاني عقد المؤلف عنوانا للعهد الفرنسي فقال : «الدولة التاسعة الفرنسيس ويقال لهم الفرنج والكلام عليهم في سبع مواضع». لكنه أنهى تأليفه عند هذا العنوان. ولا شك أنه لم يرد أن يتورط ، فاختار طريقة أخرى سجل فيها الأحداث الهامة في العهد الأول من الاحتلال وحذر مواطنيه من عواقبها وأفرغ ذلك كله في قالب التنبؤات التي كان أفراد الشعب خصوصا المتدين يؤمن بها ، إذ لم تفارق عقيدة المهدي المنتظر «الذي يملأ الدنيا عدلا» الطبقات المؤمنة في بلاد المغرب العربي ، ومؤلفنا أمكنه أن يتخلص من الورطة فينسب تأليفه الذي هو عبارة عن صفحات للمؤرخ أبي راس المعسكري الناصري ، كما أمكنه أن يسجل هذا التأليف أي عنوانه في آخر رحلة أبي راس التي ذكر فيها تأليفه وقد تناقل هذا التأليف معظم المثقفين ، وقد بلغ خبره للسلطات فبذلت جهودا للتحصيل عليه خصوصا في الحرب العالمية الأولى ، فقد فتشوا المنازل وسجنوا كثيرا من الطلبة الذين كانوا يشكون أنهم يملكونه ، كما أمكن لمؤلفه الحقيقي أن يحتفظ بسره حيث لم يعرف نسبته إليه إلا أقلية واسم الكتاب : «أقوال التأسيس عما وقع وسيقع من الفرنسيس». وقال أيضا «وهذا التأليف تختلف كثير من نسخه وإن كانت تتفق في جوهر الموضوع الذي هو شبه مذكرات لرجل عاش في الفترة الأولى من عهد الاحتلال الفرنسي واطلع على نوايا الاستعمار وأهدافه ، فسجلها بعد ما أفرغها في قالب التكهنات أو التنبؤات» ثم قال : «وهذه الرسالة هامة تحتاج إلى دراسة خاصة ، فالذي نتحققه أن نسبتها للمؤرخ أبي راس مستحيلة فقد كتبت بعد الاحتلال الفرنسي بمدة طويلة وبعد إنهاء الأمير عبد القادر المقاومة ، وقد ذكره صاحب الرسالة وفي نفسه منه شيء فخصه بسطور نسب فيها لأعوانه الظلم والفوضى ، ولا شك أن
__________________
ـ رجب ١٢٣٢ ه (٤ أبريل ١٨٢٣ م). وبها ، ١٣٦ عنوانا آخرها هذه القائمة. ومن ضمنها عنوان : أقوال التأسيس عما وقع أو سيقع من الفرنسيس .. ويحمل رقم ٨٥. وقد استعملت الأرقام الغبارية في تعداد هذه القائمة مما يوحي بأنها منسوخة ، وليست الأصلية التي كتبها الشيخ أبو راس نفسه.