الأحمر ، ولو رءاه المطماطي سليمان بن سابق لقال لا يقدر على مثله لاحق ولا سابق (١) وزادت له بالابتهاج والرونقة مقلته التي صعدت للجو مشرقة. ولو رءا (كذا) يوسف بن قريون مؤرخ اليهود ، برج اليهود ، لما وصف قلاع أمصيا التي هي ملك بني يهود (٢).
وأين مرجاج المتقدم ، وبرج المرسى ، وبرج الحمارات ، والإصبايحية ، ومرية ، والحرسى (كذا) والقصبة ، والمرستانات ، والمدرسة ، وبرجا (كذا) رأس العين والمكنسة ، وأبوابها التسعة المفترقة بحسب النواحي ، والمدن ، والقرى ، والضواحي (٣) ولو وصفت لك مصانعها على التمام ، وما تحت أراهيها (كذا) من
__________________
(١) البرج الأحمر الذي يشير إليه يطلق عليه كذلك اسم برج الأمحال ويقع على الضفة الشرقية لواد الرحى ، على هضبة عالية تشرف على البحر شمالا ، وتقابل جبل المائدة أو مرجاجو ، أو هيدور ، غربا وقد أسس هذا البرج عام ١٣٣١ م ويبدو أن نواته تعود إلى أيام الفينيقيين لأن موقعه استراتيجي ، وعند ما احتل الإسبان وهران بنوا داخله قلعة كبيرة للحراسة ، وسلحوه بحوالي ٣٠٠ مدفعا كذلك للدفاع ، وهو برج ضخم جدا وواسع به قصر البايات شرقا ، والقلاع الإسبانية غربا ، وللمزيد من المعلومات انظر كتابنا : وهران ، ص ١٤٧ ـ ١٤٩. أما سليمان بن سابق المطماطي هذا فلم نجد من ترجم له حاليا.
(٢) برج اليهود الذي يشير إليه ما يزال موجودا حتى اليوم شيّد على لسان بري داخل البحر عام ١٥٠٩ في المكان الذي دخل منه الإسبان إلى مدينة وهران بواسطة مساعدة المكاس اليهودي شطورة الأشبيلي ولذلك سمي ببرج اليهودي ، وقد زرناه عام ١٩٨١ صحبة وفد من صحافي جريدة الجمهورية ، ووجدنا به مدافع منصوبة للدفاع البحري من أواخر القرن الماضي. أما المؤرخ اليهودي يوسف بن قوريون فلم نجد من ترجم له. انظر كتابنا : وهران : ص ١٤٩ ـ ١٥٠.
(٣) أبواب وهران المعروفة من الخرائط ، والباقية حتى اليوم ثمانية هي ، في الشرق : باب السوق وما يزال قائما حتى اليوم وسماه الفرنسيون باب نابليون. ويطل شرقا على مجرى عين واد روينة ، ويؤدي إلى خنق النطاح ، وكاناستيل ، وأرزيو. وتم بناؤه عام ١٧٤٠ م. وباب الجيارة شمال برج الصبايحية وما يزال قائما حتى اليوم.
وفي الجنوب : باب البليل ، أو باب الواد ، على حافة واد الرحى الغربية وفي الغرب : باب المرسى ، وما يزال قائما حتى اليوم ، وباب القصبة في أعلى باب المرسى وقد اندثر. وفي الشمال : باب عمارة ولم نعرف مكانه وباب كاناستيل وما يزال قائما. حتى اليوم ، وباب الميناء ولم يبق له أثر. أما الباب التاسع فلم نتعرف عليه ولا على مكانه ، ـ