في محلّ فيه متعبّدون وصالحون وحمامه مقصود للتبرك فيه نفع كبير (١) ومعنى دادّ في لغة زناتة هو الأب الكبير. وليس هو بهذا المحل مدفون وإنما المحل محل تعبّده فيما يعرفون.
ومنهم الشريف الحسني النقاد الراوي ، المقطوع بولايته على الإطلاق سيدي محمد بن عمر الهواري ثم المغراوي (٢) فهو قطب الأولياء ، ورايس الزّهاد الأتقياء ، صاحب الكرامة الظاهرة ، والأحوال الباهرة كان كثير السياحة والنجابة (ص ١٣) والنجاحة. أخذ بفاس عن العبدوسي والقبّاب ، / وببجاية عن الشيخ أحمد ابن إدريس (٣) ، والوغليسي ، كثير الأتباع والأصحاب (٤) وبمصر عن العراف
__________________
ـ له ، مثل الشيخ هيدور تماما ، وهو مغراوي على أي حال ، وقد يكون من بلاد الشيخ الهواري ، المغراوي بكلميتو شرق مدينة مستغانم.
(١) حمام الشيخ داده أيوب كان ما يزال موجودا بعد الحرب العالمية الثانية على شاطىء البحر بين مينائي وهران والمرسى الكبير غربا ، وله لافتة ترشد إليه وطريق يؤدي إليه كذلك. أما الآن فلا أثر له وقد يكون اندثر ، إذ ذهبت صباح يوم الخميس ١٨ ذو الحجة ١٤٠٧ ه (١٣ أوت ١٩٨٧ م) فلم أجد له ولا للافتة أثرا كما لم أجد من يرشدني ويدلني على مكانه.
(٢) الشيخ محمد بن عمر الهواري المغراوي ولد بكلميتو على بعد عشرين كلم شرق مدينة مستغانم عام ٧٥١ ه (١٣٥٠ ـ ١٣٥١ م) ، وتوفي بوهران صباح السبت ٢٠ ربيع الثاني عام ٨٤٣ ه (١٢ سبتمبر ١٤٣٩ م) ، وهو رجل متصوف ، ترجم له كثيرون أمثال : الغبريني في عنوان الدراية ، وابن مريم في البستان ، وابن صعد في روضة النسرين ، وأبي راس في رحلته ، والحفناوي في تعريف الخلف ، والزياني في دليل الحيران ، ودلبيش في المجلة الإفريقية (١٨٨٤) ، وبارجيس في كومبليمانت : (تتمة) ، وكازاناف في مجلة جمعية الجغرافية والآثار لمدينة وهران ، وديستيق في المجلة الآسيوية وغيرهم. وقد وضعنا له ترجمة سوف تصدر ضمن الطبعة الثانية لكتابنا وهران بحول الله وقوته.
(٣) أحمد بن إدريس البجائي من علماء القرن الثامن الهجري (٨٤٣١٤ م) توفي بعد عام ٧٦٠ ه. (١٣٥٩ م) درس عليه ابن خلدون وأخوه يحيى ، وعبد الرحمن الوغليسي ، وهو صاحب مدرسة صوفية مشهورة وزاوية ببجاية وأحوازها. ألّف عدة شروح نقل عنها ابن زاغو التلمساني ، ومحمد المشدالي ، ويحيى الرهوني ، وابن عرفة وعيسى بن سلامة البسكري.
(٤) أبو زيد عبد الرحمن بن أحمد الوغليسي من علماء القرن الثامن الهجري (١٤ م) ـ.