فأتته بها فدفعها لسلوقية كانت عنده ترضّع أولادها فلما فرغت قال لها اذهبي لموضع كذا من عدوة النصارى وايتيني بابن هذه المرأة فذهبت وجازت البحر فوجدته فوجدته اشترى دوارة للنصرانية التي ملكته فخطفتها من يده وصار يتبعها خوفا من النصرانية إلى أن عرضت له ساقية فقطعها وهي البحر ثم تبعها إلى أن دخلت به على أمه في وهران وهذا قليل في حق الأولياء.
ومنها أن السلطان أبا فارس عزوز بن السلطان أبي العباس أحمد الحفصي الملك العادل الذي قال فيه ابن عرفة إنه كعمر بن عبد العزيز بحسب الزمان قد زحف من تونس بجنود عظام لتلمسان لأمر له فيه حق فرغبه ملكها أحمد العاقل بواسطة الشيخ أبي علي الحسن أبركان بن مخلوف المزيلي الراشدي دفين تلمسان فبعث خديمه للشيخ الهواري في كفّ أبي فارس فقال الهواري مالي وللملوك ولمّا اشتدت الرغبة والإلحاح دعا عليه وقد نزل آخر رمضان من سنة سبع وثلاثين (ص ١٥) وثمانمائة (١) بفج السدر حذو جبل ونسريس (٢) فمات / فجأة ضحوة عيد الفطر فانتظره الناس لصلاة العيد حتى خشوا خروج وقتها فذهب ابنه للسرادق والفساطيط فوجده ميتا فجعله في محفة وانقلب إلى تونس وأخفى أمره ، إلى غير ذلك من كراماته. وهو القائل لتلميذه لا تخف من النار فإن صاحبي أدخله في بطني كي لا تراه النار. ولما سمع هذا القول بعده سيدي أحمد بن يوسف
__________________
(١) آخر شهر رمضان من عام ٨٣٧ ه يوافق أوائل ماي ١٤٣٤ م.
(٢) جبال الونشريس تكتب بالشين المثلثة في الأول والسين المهملة في الأخير ، ولكن المؤلف كتب بالسين المهملة في الوسط والأخير ، وقد يكون سبق قلم منه أو من الناسخ. وتقع هذه الجبال (الونشريس) على الضفة الجنوبية لنهر الشلف ، وتشرف على هضبة السرسو والهضاب العليا جنوبا ، ويقابلها في الضفة الشمالية لنهر الشلف سلسلة جبال الظهرة ، وزكار ، المشرفة على ساحل البحر المتوسط. وتمتد من جبال الأطلس البليدي شرقا إلى تيارت وفرندة وزمورة غربا.
وتولى السلطان أبو فارس عزوز الحفصي السلطة بتونس من يوم ٣ شعبان ٧٩٦ ه إلى ١ شوال ٨٣٧ ه (٣ جوان ١٣٩٤ م ـ ١١ ماي ١٤٣٤ م). وتولى السلطان أحمد العاقل السلطة بتلمسان من يوم ١ رجب ٨٣٤ ه إلى ذي الحجة ٨٦٧ ه (١٥ مارس ١٤٣١ ـ أوت ١٤٦٣ م).