ابن عبّاد بن مصباح الوامودي الراشدي قال إن البطن تلقي ما دخلها وتطرحه وأنا أدخل صاحبي في قلبي كي لا تمسّه النار. ا ه. فانظر ما بينهما من البون في المعنى. وتوفي رحمهالله في صبيحة يوم السبت ثاني عشر ربيع الثاني سنة ثلاث وأربعين وثمانمائة (١) في وقت الملك أحمد العاقل بن أبي حمّ موسى ابن يوسف الزياني ووقت القائم عليه وهو أخوه أبو يحيى زكرياء بن أبي حمّ (٢) موسى بن يوسف الزياني وهذا القائم هو الذي اتخذ وهران دار ملكه وسكناه. وقول الحافظ أبي راس في عجائب الأسفار : أحمد العاقل الذي جعل وهران دار ملكه سبق قلم ، ولما مات الشيخ الهواري دفن بوهران وضريحه بها مشهور مقصود للتبرك ويؤيده قول العلامة أبي عبد الله محمد بن عبد المؤمن قاضي المالكية بالجزائر يحرّض أمير وقته حسن باشا رحمهالله على غزو وهران في قصيدته الهائية /.
نادتك وهران فلبّ نداها |
|
وانزل بها لا تقصدن سواها |
واحلل بتلك الأباطح والرّبى |
|
واستصرخنّ دفينها ـ الأوّاها |
إلخ. وأراد به الشيخ الهواري نفعنا الله به ، ولا تلتفت لمن يقول أنه مدفون بسيدي المسعود بتارقة ، وبسيدي سعيد بشافع ، فإن ذلك من خرافات العامة (٣)
__________________
(١) يوم ١٢ ربيع الثاني عام ٨٤٣ ه يوافق ٢٢ سبتمبر ١٤٣٩ م. وهذا التاريخ خطأ على ما يبدو لأن الشيخ الهواري توفي يوم ٢ ربيع الثاني وليس يوم ١٢ وذلك يوافق ١٢ وليس ٢٢ سبتمبر.
(٢) أبو حمّو يكتب هكذا بالميم المضمومة ، والمشددة بعدها واو ، ولكن المؤلف اكتفى بالشدة والضمة ، وحذف الواو ، وهو خطأ في الرسم طبعا. وفعل نفس الشيء بكلمة الشيخ معاشو. فاكتفى بالضمة والشدة على الشين وحذف الواو.
(٣) هناك عدة روايات متضاربة حول مدفن الشيخ الهواري ، فزعم كازاناف في مجلة جمعية الجغرافية والآثار لمدينة وهران عام ١٩٢٦ بأن حوش الشيخ الهواري المحاط بسور ما يزال موجودا وقائما في قرية بني تالة قرب مدينة وهران ، ولكنه لم يحدد مكانه ومكان القرية بالضبط. وأورد المقدم ديديي في الجزء الرابع من كتابه : وهران عام ١٩٣١ م صورا لأفراد أسرة زعم أنهم من أعقاب الشيخ الهواري ، عددهم أربعة ، أخذت لهم يوم ٩ أوت ـ