__________________
ـ ١٩٣١ م ، وهم : الهواري ، وحامد ، محمد ، وبدرة ، يحملون جميعا لقب بن ستي البشير بن الهواري ، وروى عنهم بأن جدّهم الشيخ الهواري مدفون في ضريح صديقه الشيخ سيدي سعيد بقرية حاسي الغلة غرب مدينة وهران على الطريق المؤدي إلى عين تيموشنت وتلمسان ، وأما الضريح والمسجد الحاليان اللذان يحملان اسمه بوهران فقد أسسهما حفيداه : الحاج حاجي ، وحمو بو يعزار عام ١٧٩٣ م ، أي بعد عام من تحرير المدينة من الإسبان.
ومن أجل الزيادة في التحري ، والتحقيق قمنا بزيارة إلى ضريح سيدي المسعود قرب قرية تارقة شمال قرية المالح على بعد حوالي ٦٥ كلم من وهران صباح الخميس ٥ ذو الحجة ١٤٠٧ ه (٣٠ جويلية ١٩٧٨ م) ولم نجد في الضريح سوى قبر واحد ، وبجواره مسجد صغير بدأ ينهار سقفه. ولكن هناك على بعد بضعة أمتار آثار لقبر داخل حويطة محاطة بثلاث جدران ، ولم يحدثنا أحد لمن. ثم قمنا بزيارة لضريح آخر غرب قرية تارقة بحوالي أربعة كلم يحمل اسم سيدي الهواري صباح الخميس ٢٥ ذو الحجة ١٤٠٧ ه (٢٠ أوت ١٩٨٧) ووجدناه داخل ضريح تهدم سقفه بفعل السلطات الاستعمارية خلال الثورة على ما قال لنا أحد الرجال هناك. وأكد لنا رجل آخر في ثارقة بأن هذا الولي ليس هو الشيخ الهواري الوهراني ، وإنما هو رجل آخر كان صديقا وتلميذا للشيخ بختي بن عياد دفين قرية سيدي بختي ببلاد غمرة شمال قرية حمو بوتليليس ، كما أكد لنا بأن بني تالة يوجدون بين قرية زفيزف ، وحمام بو حجر ، قرب سيدي بلعباس ، وأن سيدي شافع يوجد قرب قرية عين البيضاء بجوار حاسي الغلة على طريق حمام بو حجر.
إن الحقيقة ضائعة بين هذه الأقوال والروايات ، فالإسبان الذين احتلوا وهران ما يقرب من ثلاثة قرون حولوها إلى محتشد للجنود الإسبان ولم يبقوا فيها أي أثر للمعالم العربية الإسلامية. فكيف سلم قبر الشيخ الهواري ومسجده من التخريب ، اللهم ، إلا إذا بلغتهم دعوته عليها باحتلالهم لها ، وعندما تحقق لهم ذلك كرموه بالإبقاء على قبره وضريحه ومسجده. ولو أن هذه الدعوة مشكوك في صحتها ، لأنه مهما بلغ غضب الشيخ الهواري على سكانها فلا يعقل بأن يرضى بأن يحتلها النصارى الكفار المسيحيون ، وهو رجل مربي ، وعالم ، وولي متصوف ، وإلّا فلا معنى لعلمه ، وتدينه وتصوفه ، وتزعمه لعلماء عصره.
والروايات العديدة المتواترة عن دفنه بوهران ، يصعب تكذيبها خاصة وأنه عاش بها ، وشهرت به ، ونقل ذلك تلاميذه ومنهم الشيخ إبراهيم التازي وآخرون ومع ذلك فالرأي الذي أورده ديديي جدير بالدراسة ، والبحث والتدقيق. والله أعلم في الأخير بحقيقة ـ