ومنهم المشايخ الستة المتقدمون / الذكر وهم : سيدي محمد الهواري ، (ص ٣٢) وتلميذاه سيدي إبراهيم التازي ، وسيدي بختي البوعناني ، وسيدي محمد بن يبقى ، وهؤلاء الأربعة كانوا في عصر واحد من أهل القرن التاسع. وسيدي غانم الغمري وتلميذه سيدي أحمد بن أبي جمعة المغراوي ، وكانا ممن أهل التاسع أيضا لكنهما ماتا بالعاشر كما مرّ (١).
ومنهم الشيخ أبو عبد الله سيدي محمد بن أبي جمعة الوهراني المغراوي شارح لامية كعب بن زهير التي اسمها : بانت سعاد. وله يد في علم النجم والحساب وكل علم لا سيما اللغة. واسم الشرح المذكور : «تسهيل الصعب ، على لامية كعب». قال شيخنا الزياني وهو عندي في الملكية بخطّ مؤلفه رحمهالله تعالى وهو صنو السيد أحمد ابن أبي جمعة المار وكلاهما من ذرية سيدي محمد الهواري ابنا ابنه توفي سنة عشر من القرن العاشر (٢).
ومنهم بالقرن الثالث عشر :
الشريف السيد محمد بن حسن المعروف بالكاتب المستغانمي لكونه كان كاتبا لإنشاء الباي المجاهد السيد محمد بن عثمان ، فاتح مدينة وهران. وقد
__________________
ـ ولم يترجم له أحد ما عدا حكاية تصحيحه لأخطاء شيخه اللغوية ، في ذلك التأليف ، والتي لم يقبلها ، ورفضها ، أما سبويه فهو بشر بن عمر بن عثمان البصري ، ولد بمدينة البصرة في العراق واشتهر بتضلعه في علم النحو والصرف وقواعد اللغة ، وتصدر مدرسة البصرة كإمام لها ، بينما تصدر الكسائي مدرسة الكوفية. وقد توفي قرب شيراز عام ٧٧٠ ه (١٣٦٨ ـ ١٣٦٩ م).
(١) لقد مر التعريف بكل هؤلاء في هوامش المقصد الثاني فليراجعوا هناك.
(٢) الموافق لعامي ١٥٠٤ ـ ١٥٠٥ م. وهو حفيد الشيخ محمد بن عمر الهواري ، ابن ابنه مباشرة ، ومرت ترجمة أخيه أحمد في المقصد الثاني. وفي نفس السنة التي توفي وهي ٩١٠ ه أصدر فتوى لمسلمي الأندلس ، الراغبين في البقاء في بلادهم ، رخص لهم فيها بإخفاء إسلامهم وإظهار التدين بالمسيحية ، كوسيلة للمحافظة على أرزاقهم ، وأملاكهم. مع العمل على تربية أبنائهم تربية إسلامية في منازلهم وتنشئتهم على الدين الإسلامي بصورة خفية. وقد أورد هذا الخبر الأستاذ محمد عبد الله عنان في كتابه : نهاية الأندلس ، ونقلت عنه الأستاذة ليلى الصباغ في مقالها : ثورة مسلمي غرناطة والدولة العثمانية ، المنشور في مجلة الأصالة الجزائرية. عدد ٢٧ (١٩٧٥).