وصفه الحافظ أبو راس في رحلته المسمّة (كذا) بفتح الإلاه (كذا) ومنته ، في التحدث بفضل ربي ونعمته ، في الباب الثالث منه بما نصّه : فانجرّ الكلام إلى أن قلت الأمر الفلاني كلا شيء بفتح الهمزة ، فقال لي لسان الدولة ، وفارس الجولة الذي عظّم مكانه ورفعه. وأفرد له متلو العزّ وجمعه ، وأوتره وشفّعه وقرّبه في بساط الملك تقريبا فتح له باب السعادة وشرّحه وأعطاه لواء القلم الأعلى (ص ٣٣) فوجب على من دونه من أولي صنعته أن يتبعه. / وحسبك من ذمام لا يحتاج إلى شيء معه ، العالم الفقيه ، الحبر النزيه ، الأمثل الأفضل السيد محمد بن حسن ، من بيت علم وصيانة ، ونزاهة وأمانة ، وبركة وخير وقرى ومير ، ومنصب كريم ، وحسب صميم. وكان رحمهالله ذا يد في النحو واللغة وسائر العلوم ولا سيما الأدب. فينسل إليه فيه من كل حدب ، حتى أنه كان لهجته وربيع حواسيه ومهجته. قل كلا شيء بكسر الهمزة ألا ترى أنك تقول جئت بلا زاد وحرف لا ، لا عمل له. فقلت له أن الكاف لا تعيق عن العمل كهمزة الاستفهام والباي رحمهالله ينظر إلينا ثم ذهبت وفي قلبي من كلامه شيء فعملت على ذلك تأليفا فلما قرأه استحسنه وأراه للباي لأنه رحمهالله ممن طاب خيمه ، وسلم من الحسد أديمه. وسميت هذا التأليف : «بغية المرتاد في كلا شيء وجئت بلا زاد». ولما علمت أنه لم ترتضه ذهبت وألّفت تأليفا آخرا وبعثته له فأعجبه وسميته : «عمدة الزاد في إعراب كلا شيء ، وجئت بلا زاد» ـ ثم انتقل رحمهالله من خطة الكتابة إلى خطة القضاء إلى أن مات بها.
وابنه القاضي الشريف السيد أحمد بن الخوجة المستغانمي (١).
__________________
(١) عائلة ابن الخوجة المستغانمية من الأسر العلمية المشهورة ، أنجبت عددا من العلماء والأدباء منهم : حسين خوجة ، وابنه محمد بن حسين خوجة ، والشريف بن خوجة ، وابنه أحمد بن الخوجة الذي درس عليه الأمير عبد القادر بوهران خلال إقامته بها مع والده محي الدين. وكان حسين خوجة مثل ابنه ، كاتبا في ديوان الإنشاء للباي محمد بن عثمان الكبير ، وألّف كتابا أسماه : درّ الأعيان في أخبار مدينة وهران. ترجمه إلى الفرنسية السيد ألفونس روسو : ALPHONSE Rousseau حسبما أشار إلى ذلك ليون في : Leon Fey في كتابه : وهران. ومارسيل بودان في مجلة جمعية الجغرافيا والآثار لمدينة وهران في ماي ١٩٢٤ م. ولحسن خوجة أيضا ، على ما قيل ، كتاب آخر سماه : بشائر أهل الإيمان في فتوحات آل عثمان. ما يزال مخطوطا بالمكتبة الوطنية بالجزائر تحت رقم ٢١٩٢.