وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا هؤُلاءِ أَهْدى مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا سَبِيلاً (٥١) أُولئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللهُ وَمَنْ يَلْعَنِ اللهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ نَصِيراً (٥٢) أَمْ لَهُمْ نَصِيبٌ مِنَ الْمُلْكِ فَإِذاً لا يُؤْتُونَ النَّاسَ نَقِيراً (٥٣) أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلى ما آتاهُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنا آلَ إِبْراهِيمَ الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْناهُمْ مُلْكاً عَظِيماً (٥٤) فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ بِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ صَدَّ عَنْهُ وَكَفى بِجَهَنَّمَ سَعِيراً (٥٥) إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآياتِنا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ ناراً كُلَّما نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْناهُمْ جُلُوداً غَيْرَها لِيَذُوقُوا الْعَذابَ إِنَّ اللهَ كانَ عَزِيزاً حَكِيماً (٥٦)
طمس : متعد ولازم. تقول : طمس المطر الأعلام أي محا آثارها ، وطمست الأعلام درست ، وطمس الطريق درس وعفت أعلامه قاله : أبو زيد. ومن المتعدّي : (فَإِذَا النُّجُومُ طُمِسَتْ) (١) أي استؤصلت. وقال ابن عرفة في قوله : اطمس على أموالهم أي أذهبها كلية ، وأعمى مطموس أي : مسدود العينين. وقال كعب :
من كل نضاخة الذفرى إذا عرقت |
|
عرضتها طامس الأعلام مجهول |
والطمس والطسم والطلس والدرس كلها متقاربة في المعنى. الفتيل : فعيل بمعنى مفعول. فقيل : هو الخيط الذي في شق نواة التمرة. وقيل : ما خرج من الوسخ من بين كفيك وأصبعيك إذا فتلتهما. الجبت : اسم لصنم ثم صار مستعملا لكل باطل ، ولذلك اختلفت فيه أقاويل المفسرين على ما سيأتي. وقال قطرب : الجبت الجبس ، وهو الذي لا خير عنده ، قلبت السين تاء. قيل : وإنما قال هذا لأن الجبت مهمل. النقير : النقطة التي على ظهر النواة منها تنبت النخلة قاله : ابن عباس. وقال الضحاك : هو البياض الذي في وسطها. النضج : أخذ الشيء في التهري وتفرق أجزائه ، ومنه نضج اللحم ، ونضج الثمرة. يقال : نضج الشيء ينضج نضجا ونضاجا. الجلد معروف.
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ آمِنُوا بِما نَزَّلْنا مُصَدِّقاً لِما مَعَكُمْ) دعا رسول الله صلىاللهعليهوسلم أحبار اليهود منهم عبد الله بن صوريا إلى الإسلام وقال لهم : «إنكم لتعلمون أن الذي جئت به حق» فقالوا : ما نعرف ذلك ، فنزلت. قاله ابن عباس. ومناسبة هذه الآية لما قبلها
__________________
(١) سورة المرسلات : ٧٧ / ٨.