التفضيل ولم يلحظوا معنى التشريك فيه ، أو قالوا ذلك على سبيل الاستهزاء لكفرهم.
(أُولئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللهُ) اشارة إلى من آمن بالجبت والطاغوت وقال تلك المقالة ، أبعدهم الله تعالى ومقتهم.
(وَمَنْ يَلْعَنِ اللهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ نَصِيراً) أي من ينصره ويمنعه من آثار اللعنة وهو العذاب العظيم.
(أَمْ لَهُمْ نَصِيبٌ مِنَ الْمُلْكِ) أم هنا منقطعة التقدير : بل ألهم نصيب من الملك انتقل من الكلام إلى كلام تام ، واستفهم على الإنكار أن يكون لهم نصيب من الملك. وحكى ابن قتيبة أنّ أم يستفهم بها ابتداء. وقال بعض المفسرين. أم هنا بمعنى بل ، وفسروا على سبيل الاخبار أنهم ملوك أهل الدنيا وعتو وتنعم لا يبغون غير ذلك ، فهم بخلاء حريصون على أن لا يكون ظهور لغيرهم. والمعنى على القول الأوّل : ألهم نصيب ، من الملك؟ فلو كان لهم نصيب من الملك لبخلوا به. والملك ملك أهل الدنيا ، وهو الظاهر. أو ملك الله لقوله : «قل لو أنتم تملكون خزائن رحمة ربي إذا لأمسكتم خشية الانفاق» (١) وقيل : المال ، لأنه به ينال الملك وهو أساسه. وقيل : استحقاق الطاعة. وقيل : النبوة. وقيل : صدق الفراسة ذكره الماوردي. والأفصح إلغاء اذن بعد حرف العطف الواو والفاء ، وعليه أكثر القرّاء.
وقرأ عبد الله بن مسعود وعبد الله بن عباس : لا يؤنوا بحذف النون على إعمال اذن. والناس هنا العرب ، أو المؤمنون ، أو النبي ، أو من اليهود وغيرهم أقوال. والنقير : النقطة في ظهر النواة رواه ابن أبي طلحة عن ابن عباس ، وبه قال مجاهد ، وعطاء ، وقتادة ، والضحاك ، وابن زيد ، والسدي ، ومقاتل ، والفراء ، وابن قتيبة في آخرين. وقيل : القشر يكون في وسط النواة ، رواه التميمي عن ابن عباس. أو الخيط في وسط النواة ، روى عن مجاهد ، أو نقر الرجل الشيء بطرف إبهامه رواه أبو العالية عن ابن عباس. أو حبة النواة التي في وسطها رواه ابن أبي نجيح عن مجاهد. وقال الأزهري : الفتيل والنقير ، والقطمير ، يضرب مثلا للشيء التافه الحقير ، وخصت الأشياء الحقيرة بقوله : «فتيلا» في قوله : «ولا يظلمون فتيلا» (٢) وهنا بقوله نقير الوفاق النظير من الفواصل.
(أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلى ما آتاهُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ) أم أيضا منقطعة فتقدّر ببل.
__________________
(١) سورة الإسراء : ١٧ / ١٠٠.
(٢) سورة النساء : ٤ / ٤٩.