لا يلزمان استعمالا واحدا ، فإنهما يكونان لابتداء الغاية ، وغير ذلك ، ويستعملان فضلة وعمدة ، فالفضلة كثير ، ومن العمدة : (وَعِنْدَهُ مَفاتِحُ الْغَيْبِ) (١) (وَلَدَيْنا كِتابٌ يَنْطِقُ بِالْحَقِ) (٢).
وأوضح بعضهم علة البناء فقال : علة البناء كونها تدل على الملاصقة للشيء وتختص بها ، بخلاف : عند ، فإنها لا تختص بالملاصقة ، فصار فيها معنى لا يدل عليه الظرف ، بل هو من قبيل ما يدل عليه الحرف ، فهي كأنها متضمنة للحرف الذي كان ينبغي أن يوضع دليلا على القرب. ومثله : ثم ، و : هنا. لأنهما بنيا لما تضمنا معنى الحرف الذي كان ينبغي أن يوضع ليدل على الإشارة.
ومن أعربها ، وهم قيس ، فتشبيها : بعند ، لكون موضعها صالحا لعند ، وفيها تسع لغات غير الأولى : لدن ، ولدن ، ولدن ، ولدن ، ولدن ، ولد ولد ، ولد ولت. بإبدال الدال تاء ، وتضاف إلى المفرد لفظا كثيرا ، وإلى الجملة قليلا.
فمن إضافتها إلى الجملة الفعلية قول الشاعر :
صريع عوان راقهن ورقنه |
|
لدن شب حتى شاب سود الذوائب |
وقال الآخر :
لزمنا لدن سألتمونا وفاقكم |
|
فلا يك منكم للخلاف جنوح |
ومن إضافتها إلى الجملة الاسمية قول الشاعر :
تذكر نعماه لدن أنت يافع |
|
إلى أنت ذو فودين أبيض كالنسر |
وجاء إضافتها إلى : أن والفعل ، قال :
وليت فلم يقطع لدن أن وليتنا |
|
قرابة ذي قربى ولا حق مسلم |
وأحكام لدن كثيرة ذكرت في علم النحو.
الإغناء : الدفع والنفع ، وفلان عظيم الغنى ، أي : الدفع والنفع.
الدأب : العادة. دأب على كذا : واظب عليه وأدمن. قال زهير :
لأرتحلن بالفجر ثم لأدأبنّ |
|
إلى الليل إلّا أن يعرجني طفل |
الذنب : التلو ، لأن العقاب يتلوه ، ومنه الذنب والذنوب لأنه يتبع الجاذب.
__________________
(١) سورة الأنعام : ٦ / ٥٩.
(٢) سورة المؤمنون : ٢٣ / ٦٢.