ولم أجد هذا في أي مصدر آخر ، واتفاق المؤرخين على سبيها يبعّده كثيرا.
٢ ـ أما بالنسبة لما نقله ابن سيرين ، عن قصة ريحانة مع ذلك الرجل في موسم الحج ، فقد يناقش فيه : بأن من الممكن أن يكون ذلك الرجل قد التقى بها في الموسم قبل زواج النبي «صلى الله عليه وآله» بها في سنة ست.
وهو كلام غير مقبول : إذ لم يمكن للمسلمين الحج إلى مكة إلا بعد فتح مكة في سنة ثمان.
إلا أن يقال : إن عدم إمكان الحج إنما هو بالنسبة للنبي والمسلمين ، لا بالنسبة لسبي بني قريظة ، وبعض الأفراد الآخرين من الناس العاديين.
ولكن هذا الكلام أيضا بعيد : فإن قريشا لم تكن تسمح لأحد من المسلمين بالحج في تلك الظروف الصعبة .. فلا تصلح رواية ابن سيرين ، لا للاستدلال ولا حتى للتأييد.
فالراجح بعد كل ما تقدم هو : أنها قد بقيت بعد وفاة النبي «صلى الله عليه وآله».
لكن يبقى ثمة حالة من الشك فيما يقال عن : تزوج النبي «صلى الله عليه وآله» منها ، أو أنها بقيت في ملكه.
وقد يكون الراجح هو : عدم الزواج منها ، طبقا للروايات الأخرى ، ومنها ما ذكره ابن سيرين.
ملاحظة هامة : إن ما يلفت نظرنا هو : أنه «صلى الله عليه وآله» لم يكره ريحانة على الإسلام ، ولم يقدّم لها مغريات مادية في هذا السبيل ، إذ لا إكراه في الدين ، ولأنه «صلى الله عليه وآله» يريد لها أن تقتنع بالإسلام الصافي النابع من عمق ضميرها ، وصافي وجدانها ولتقبل إليه عن قناعة عقلية