ونقول :
١ ـ قولهم : إن قدوم مقيس بن ضبابة كان سنة خمس ، لا ينسجم مع ما قدمناه من أن غزوة المريسيع كانت سنة ست ، وبعدها كان قدوم مقيس ، إذا فرض أن أخاه الذي جاء لأخذ ثأره وديته قد قتل بعد المريسيع.
٢ ـ يقول النص الآنف الذكر : أن آية سورة النساء : (وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً) ، قد نزلت في مقيس هذا.
مع أنهم يقولون : إن هذه الآية قد نزلت بعد المريسيع بعدة سنوات ، فقد روي عن ابن عباس : أنها في آخر ما نزل ، ولم ينسخها شيء حتى قبض رسول الله «صلى الله عليه وآله» (١) ؛ فكيف تأخر نزولها عن الحدث الذي نزلت من أجله؟
٣ ـ قد ذكر النص المتقدم أن أنصاريا اسمه أوس وهو من بني عمرو بن عوف قد قتل هشاما ، لكونه خرج في طلب العدو ، فرجع في ريح شديدة وعجاج ، فقتله مقيس بأخيه ، مع أن نصا آخر يقول : إن النبي «صلى الله عليه وآله» بعث مقيسا ومعه رجل من بني فهر في حاجة للنبي «صلى الله عليه وآله» ، فاحتمل مقيس الفهري فضرب به الأرض ، ورضخ رأسه بين حجرين.
وأوضح نص آخر ذلك فقال : إن الفهري كان رجلا من قريش ، أرسله
__________________
(١) الدر المنثور ج ٢ ص ١٩٦ عن أحمد ، وسعيد بن منصور ، والنسائي ، وابن ماجة ، وعبد بن حميد ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، والطبراني ، والنحاس في ناسخه. وحديث آخر عن ابن عباس أيضا في الدر المنثور ج ٢ ص ١٩٦ عن عبد بن حميد ، والبخاري ، وابن جرير.