قال ابن طاووس : «هذا الحديث روته الشيعة متواترين» (١).
ولنا مع هذا الحديث وقفات ، نقتصر منها على ما يلي :
١ ـ إنه «صلّى الله عليه وآله» إنما يوصي خصوص قريش بهذه الوصية بحضور ذوي القدر والشأن من أصحابه المهاجرين والأنصار.
ولا نبعد إذا قلنا : إنه «صلّى الله عليه وآله» كان على معرفة تامة بنوايا قريش تجاه خلافة علي «عليه السّلام» بعده ، وقد كان وما يزال يلمح ويصرح به لهم في المناسبات المختلفة منذ أوائل بعثته «صلّى الله عليه وآله». وكان يدرك تململ قريش ، ومن يدور في فلكها من هذا الأمر ، ورفضها الباطني له. هذا الرفض الذي كان يترجم في مواقف عملية لهم ، وأسلوب تعامل هنا وهناك. وقد ذكرنا بعض ما يوضح هذا الأمر في كتابنا : «الغدير والمعارضون» ، فليراجعه من أراد.
٢ ـ إنه «صلّى الله عليه وآله» لم يكن ليوصي ذوي القدر والشأن من المهاجرين والأنصار ، بهذه الوصية الحساسة والخطيرة ، والثقيلة جدا على الكثيرين منهم ، إلا حين يكون علي «عليه السّلام» قد حقق إنجازا كبيرا عجز عنه الآخرون.
وقد ألمحت الرواية إلى هذا الانجاز ، وهو : أنه «عليه السّلام» قد قتل رجالهم ، أو عشرة من رجالهم ، وأولي النجدة منهم (أي من بني قريظة).
وقد ذكرت النصوص المتقدمة أيضا : أن فتح قريظة كان على يديه «عليه السّلام» ، وتحدثت عن رعب بني قريظة منه بمجرد معرفتهم بقدومه
__________________
(١) اليقين ص ١٠٨ والبحار ج ٢٨ ص ٢١٤.