ولذلك بادر خالد بن سعيد بن العاص إلى التذكير بهذه الوصية في هذه اللحظة بالذات ، وسجل إدانته الصريحة لمخالفتهم أوامر النبي «صلّى الله عليه وآله» ، ونقضهم لعهده.
٩ ـ إن النبي الكريم «صلّى الله عليه وآله» قد حصر عواقب نقض وصيته في علي «عليه السّلام» بأمور ثلاثة ، هي :
ألف : الإختلاف في الأحكام.
ب : إضطراب أمر دينهم عليهم.
ج : أن يليهم شرارهم.
وهي أمور لا بد أن يولوها أهمية بالغة ، لأنها تضر بسعادتهم الدنيوية ، والأخروية على حد سواء. فإن ولاية الأشرار تضر بأمنهم ، بجميع وجوهه ، وفي مختلف مواقعه ، فلا أمن على الأوراح ، ولا على الأعراض ، ولا على الأموال .. كما أنه يفقدهم الثقة بسياسات حكامهم ، وبنواياهم ، وبصحة تفكيرهم ، وسلامة قراراتهم يفقدهم القدرة على التخطيط للمستقبل ، الأمر الذي يجعلهم في مهب الريح ، تتقاذفهم رياح الأهواء ، وتكون قراراتهم مرتجلة ، وعشوائية ، وغبية ، ويكون غيرهم هو الذي يتحكم بمصيرهم ، حسبما يحلو له ، وبما ينسجم مع ما يراه من مصلحته .. وذلك هو الضياع والخسران المبين في الحياة الدنيا ..
كما أن إبعاد من نصبه الله وليا وحاكما ، وإماما عن موقعه الطبيعي ، يؤدي بهم إلى الاختلاف في الأحكام ، لأن الناس إذا تركوا إمامهم صاروا مثل غنم غاب عنها راعيها. ولن يجديهم نفعا لجوءهم إلى أناس عاديين مثلهم ، فإنهم سوف لا يهتدون إلى كثير من الأحكام ، لأنهم يملكون من المعرفة بكلام الرسول «صلّى الله عليه وآله» وبمواقفه ، أو قد يعرفون عددا