مكافأة له على قتله ذلك الرجل المسلم مالك بن نويرة ، ثم الزنى بامرأته ليلة قتله.
وقد برروا قتله له بأنه كان يمتنع عن إعطاء الزكاة للحاكم المغتصب لمقام الخلافة. مع أن السبب الحقيقي هو عشقه لزوجة المقتول.
وقد أعطاه أبو بكر هذا الوسام حينما طالب عمر بمجازاة خالد : «لإحن قديمة بينهما ما كنت لأشيم سيفا سله الله على أعدائه» (١).
ثم نسبوا ذلك إلى رسول الله «صلّى الله عليه وآله» (٢).
مع أن صاحب اللقب الحقيقي هو علي «عليه السّلام» كما أسلفنا.
٨ ـ إنه «صلّى الله عليه وآله» قد أعلن لهم (أي للمهاجرين والأنصار) أمر ولاية علي «عليه السّلام» في نفس الساعة التي شاهدوا فيها أثر علي «عليه السّلام» في نصرة دين الله ، حيث تحقق الفتح على يده ، ورأوا بأم أعينهم فرار أولئك الذين يدبرون أو يشاركون في التدبير للإستئثار بالأمر ، ونقض عهد الله ورسوله فيه.
وسيكون لهذا الكلام وقعه العميق في النفوس. ولا بد من أن تحتفظ به الذاكرة أزمنة طويلة ، وسيتذكره الذين سمعوه في نفس اللحظات التي يرون فيها أن وصية الرسول «صلّى الله عليه وآله» قد خولفت ، وأوامره وعهوده قد نقضت.
__________________
(١) راجع : الغدير ج ٧ ص ١٥٨ و ١٦٣ وتاريخ الطبري ج ٢ ص ٥٠٣ والكامل في التاريخ ج ٢ ص ٣٥٩ وأسد الغابة ج ٤ ص ٢٩٥ وتهذيب تاريخ دمشق ج ٥ ص ١٠٥ والإصابة ج ٣ ص ٣٥٧ وتاريخ الخميس ج ٢ ص ٢٠٩.
(٢) تهذيب تاريخ دمشق ج ٥ ص ١٠٢ والإمامة والسياسة ج ١ ص ٢٤ والإصابة ج ١ ص ٤١٤ والإستيعاب (مطبوع مع الإصابة) ج ١ ص ٤٠٨ و ٤٠٩.