حادي عشر : زعمت الرواية السابقة : أن النبي «صلى الله عليه وآله» قد استعمل أبا لبابة على قتال بني قريظة ، ثم لما صدر منه ذلك استبدله بابن حضير.
مع أن من البديهي : أن النبي لم يكن يؤمّر أحدا سوى علي إذا كان حاضرا.
إلا أن يكون : هو وابن حضير من جملة الذين ولاهم قيادة الجيش في بني قريظة فانهزموا ، تماما كما جرى في خيبر. وقد تقدم : أنه «صلى الله عليه وآله» قد بعث أكابر أصحابه إلى بني قريظة ، فنزلوا من حصنهم فهزموا ، فبعث عليا بالراية ، فاستنزلهم على حكم الله ورسوله (١).
أو يقال : إنه كان قد ولاه على بعض الفرق المقاتلة ، وكانت القيادة العامة للجيش كله بيد علي «عليه السّلام».
ونسجل هنا ملاحظة هامة ، وهي : السؤال عن سبب تأخير النبي «صلى الله عليه وآله» إطلاق سراح أبي لبابة إلى حين صلاة الصبح ، رغم أنه لم يكن يبعد عنه سوى بضع خطوات.
ثاني عشر : وزعموا : أن أبا لبابة جاء رسول الله «صلى الله عليه وآله» ، فقال : أنا أهجر دار قومي التي أصبت فيها هذا الذنب ، فأخرج من مالي صدقة إلى الله ورسوله؟
فقال النبي «صلى الله عليه وآله» : يجزي عنك الثلث.
فأخرج الثلث ، وهجر دار قومه ، ثم تاب الله عليه ، فلم يبن في الإسلام منه إلا خير حتى فارق الدنيا (٢).
__________________
(١) شرح نهج البلاغة للمعتزلي الشافعي ج ٦ ص ٢٨٩.
(٢) المغازي للواقدي ج ٢ ص ٥٠٩ والسيرة النبوية لدحلان ج ٢ ص ١٦ والسيرة