الدقيق الذي قد يعجز عن الإثبات بسبب عدم توافر الأدلة على ذلك ..
تماما كما هو عاجز عن النفي القاطع ، فإن عدم توفر الدليل على الإثبات لا يلازم عدم الوقوع فعلا.
ويظهر من النصوص المختلفة : أن بعض هذه الأمور الغيبية قد جاء ابتداء ، ومن دون أن يكون لإرادة الرسول «صلىاللهعليهوآله» أي تدخل فيه ، مثل إخبار الكتف له بأنها مسمومة ..
وبعضها ظهر منه : أنه «صلىاللهعليهوآله» يتعمد التصرف في الأمور الغيبية ، من أجل أمر يتصل بالشأن العام تارة ، ثم من أجل أمر يرتبط بنفسه أخرى ، مثل إيجاد ساتر له حين قضاء حاجته ، فهو يأمر الشجرة بالحركة ، والمجيء والذهاب ، وما إلى ذلك ..
وهذا يشير إلى : أنه «صلىاللهعليهوآله» يملك القدرة على التصرف في الشجر ، وفي غيره من الجمادات ، وأن لإرادته دخلا في حركتها ، وسكونها .. وهو ما يعبر عنه بعضهم ب «الولاية التكوينية» للنبي «صلىاللهعليهوآله» بمعنى خضوع الجمادات لإرادته واختياره «صلىاللهعليهوآله».
وعلينا أن نذكّر القارئ الكريم : بأن هذه المعجزات والخوارق قد ظهرت له وهو في خيبر ، وبعد فراغه ورجوعه منها أيضا ..
وقد أشرنا أكثر من مرة إلى : أن ما حصل في خيبر ربما كان بهدف طمأنة المسلمين إلى أن الله معهم يكلؤهم ، ويرعاهم. فلا ينبغي أن ترهبهم كثرة عدوهم وعدته ، وحصونه .. وبالنسبة لليهود يريد أن يقيم الحجة عليهم في أمر الإيمان والجحود ، ليهلك من هلك عن بينة ، ويحيا من حيي عن بينة.
كما أن الذي حصل بعد فراغهم من خيبر ، لعله يهدف إلى إبعاد حالة