خيبر ، وقد توفي سعد قبل ذلك بسنتين ، وفيه : كتب علي بن أبي طالب وهذا لحن وخطأ (١) لا يصدر عن أمير المؤمنين علي ، لأن علم النحو إنما أسند إليه من طريق أبي الأسود الدؤلي عنه.
ويجاب عن هذا : بأن من الجائز أن يكون «صلىاللهعليهوآله» قد أعطاهم هذا الكتاب في أوائل الهجرة ، أو على الأقل قبل واقعة بني قريظة .. ثم لما نكثوا عهدهم حاربهم ..
٣ ـ غير أننا نقول :
إن هذا الجواب أيضا باطل : لأن شهادة معاوية بن أبي سفيان على الكتاب لا يمكن أن تجتمع مع شهادة سعد بن معاذ ، لأنه قد أسلم عام فتح مكة ، أي بعد موت سعد بن معاذ بعدة سنوات ، فكيف يشهد معه على كتاب إسقاط الجزية عنهم؟؟
٤ ـ يقول ابن قيم الجوزية : إن إثبات الجزية إنما كان في سنة تسع من الهجرة ، فكيف يسقط النبي «صلىاللهعليهوآله» عن اليهود أمرا لم يثبت؟.
ولنا أن نقول في جوابه :
إنه إذا ثبت إسقاط الجزية بهذا الكتاب كان ذلك دليلا على ثبوتها قبل سنة تسع.
٥ ـ يضاف إلى ذلك : أنه لم يكن في زمن النبي «صلىاللهعليهوآله» كلف ولا سخرة على اليهود ، فما معنى إسقاطها عنهم أيضا؟ ..
__________________
(١) البداية والنهاية (ط دار إحياء التراث) ج ٤ ص ٢٥٠ والسيرة النبوية لابن كثير ج ٣ ص ٤١٥ و ٤١٦ ومكاتيب الرسول ج ٣ ص ٧٤٠ و ٧٤١.