حرمة ، ولم يقفوا عند أي حد حتى حدود المراعاة العرفية ، والمجاملات العادية ، وهذا خلل أخلاقي كبير ، لا يبقي مجالا لإغماض النظر عن الخطأ العارض.
بل هو خطأ مفروض ومحمي بشريعة الغاب ، وبقانون القوة الغاشمة ، والقهر والظلم ..
الأمر الذي يشير : إلى أن عنصر الأخلاق مفقود أيضا ، وهو عنصر هام وضروري للناس جميعا ، فكيف بمن يكون من جملة وظائفه تطهير النفوس ، وتربية الأمة على الأخلاق الحميدة ، وغرس الفضائل في النفوس ، وهدايتها نحو كمالاتها؟؟ ..
فإن هؤلاء يدّعون : أنهم يستحقون أن يكونوا في موقع رسول الله «صلىاللهعليهوآله» ، وأن يقوموا بوظائفه ، ويضطلعوا بمهماته.
وقد بين الله سبحانه طرفا من وظائف النبي «صلىاللهعليهوآله» ، فقال : (هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آياتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ) (١).
وبذلك تكون فدك قد حسمت الأمور ، وكشفت الحقيقة ـ كل الحقيقة ـ للبشر جميعا ، وبمختلف فئاتهم وطبقاتهم ، ومذاهبهم ، وأديانهم. ويبقى الباب مفتوحا أمام الناس كلهم ، ليعرفوا الظالم من المظلوم ، والمحق من المبطل ، والمحسن من المسيء ، حتى لو لم تكن هناك نصوص ، أو كانت ، وادّعوا أنهم لا يؤمنون بها ، (وَيَأْبَى اللهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكافِرُونَ) (٢) ، والحاقدون ، والحاسدون.
__________________
(١) الآية ٢ من سورة الجمعة.
(٢) الآية ٣٢ من سورة التوبة.