مواقع التفضل ، والرضا ، ويوجب لهم انتكاسات لا يروق لهم أن يعرضوا أنفسهم لها.
ثالثا : إن هذا التنصيص يمثل تكريما وتعظيما لمن حضر الحديبية ، وهو إعلان بأن حضورهم هناك كان ذا قيمة وذا أهمية ، ومن شأن هذا أن يعطيهم ، المزيد من الاندفاع نحو الطاعة لرسول الله «صلىاللهعليهوآله» ، والحرص على الكون في مواقع رضا الله تبارك وتعالى.
رابعا : إن حضور المتخلفين عن الحديبية إلى مكة ، التي كانت طيلة سنوات لا يأتيهم منها إلا الشرور والمتاعب ، والبلايا والمصائب ، يجعلهم أكثر شعورا بعظمة الإنجاز الذي حققه إخوانهم الذين تخلفوا هم عن مشاركتهم ، وخذلانهم قبل عام .. ثم هو يثير فيهم الشعور بالحسرة والندم على ما فرط منهم. ويدفعهم نحو التوبة النصوح بقوة وحزم وإخلاص.
٢ ـ وأما بالنسبة لما جرى في خيبر ، فالمقصود به هو : تخصيص من حضر الحديبية بالمكافأة ، التي لا يستحقها المتخلفون ، لأن الله قد جعل هذا الفتح جائزة وثوابا لهم (وَأَثابَهُمْ فَتْحاً قَرِيباً ، وَمَغانِمَ كَثِيرَةً يَأْخُذُونَها وَكانَ اللهُ عَزِيزاً حَكِيماً) (١).
وبذلك يتشجّع المحسنون لمضاعفة إحسانهم ، ويكون في هذا الإعلان بتكريمهم من التعظيم والإجلال لهم ما يسعدهم ، ويفرح أرواحهم ، ويبهج قلوبهم.
كما أن فيه إعلانا بسوء فعل من تخلف ، وتقبيحا لتمرده على الأوامر
__________________
(١) الآيتان ١٨ و ١٩ من سورة الفتح.