قصة أسامة بنحو آخر :
وعن قصة أسامة نقول :
إنها رويت بنحو آخر ، وهو : أن النبي «صلىاللهعليهوآله» أرسله في خيل إلى بعض قرى اليهود ليدعوهم إلى الإسلام ، وكان رجل من اليهود يقال له : مرداس بن سليم ، لما أحس بهم جمع إبله وماله في ناحية الجبل ، وهو يقول : أشهد أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا رسول الله ، فمر به أسامة ، فقتله.
ثم تذكر الرواية : ما جرى لأسامة مع النبي «صلىاللهعليهوآله» ، وأنه «صلىاللهعليهوآله» قال له : «لا ما قال بلسانه قبلت ، ولا ما كان في قلبه علمت».
وفيه أنزلت : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ فَتَبَيَّنُوا وَلا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقى إِلَيْكُمُ السَّلامَ لَسْتَ مُؤْمِناً) (١).
وربما تكون هذه الرواية هي الأقرب إلى الصحة ، مع ملاحظة : أنها مختصرة إلى درجة الإخلال باللوم الشديد ، الذي وجهه رسول الله «صلىاللهعليهوآله» لأسامة ، وهي أوضح من الرواية الأولى التي تحاول التخفيف من قبح وبشاعة ما صدر عن أسامة ، وأن تعطي أسامة منزلة خاصة من رسول الله «صلىاللهعليهوآله».
ولكننا رغم ذلك لا بد أن نتوقف قليلا مع بعض ما ورد فيها ، فنقول :
ألا شققت قلبه؟! :
إن أسامة بن زيد يقتل من شهد أن لا إله إلا الله ، ثم يزعم لرسول الله
__________________
(١) الآية ٩٤ من سورة النساء.