الكريم «صلىاللهعليهوآله» لا يغير على قوم لمجرد استلاب أموالهم ، ولا يقتل أحدا قبل دعوته إلى الله تعالى ، فإن لم يكن «صلىاللهعليهوآله» قد دعا هؤلاء القوم إلى الإسلام ، ولم يكونوا نقضوا عهدا ، أو ارتكبوا جرما ، أو جمعوا جمعا للإغارة على أهل الإسلام ، فإنه «صلىاللهعليهوآله» لا يستحل الإغارة عليهم بهذه الطريقة. وحيث لم نجد فيما بين أيدينا من نصوص ما يثبت شيئا من ذلك ، فلا نستطيع تأكيد صحة ما زعموه ..
هذا مع غض النظر عن أننا لا بد أن نسأل عن هذا التفاوت في التعبير عن موضوع الأسرى ، فتارة يقال : لم يسمع عن أسرى أتي بهم منهم.
وأخرى يصرحون : بأنه لم يؤسر منهم أحد!!
سرية بشير بن سعد إلى الجناب :
وقالوا أيضا : إنه في سنة سبع قدم على رسول الله «صلىاللهعليهوآله» رجل من أشجع ، يقال له : حسيل بن نويرة. وكان دليل النبي «صلىاللهعليهوآله» إلى خيبر ، فقال له «صلىاللهعليهوآله» : من أين يا حسيل؟
قال : قدمت من الجناب.
فقال «صلىاللهعليهوآله» : ما وراءك؟
قال : تركت جمعا من غطفان بالجناب ، (وقيل : فزارة وعذرة) ، قد بعث إليهم عيينة يقول لهم : إما تسيروا إلينا ، وإما نسير إليكم.
فأرسلوا إليه : أن سر إلينا ، حتى نزحف إلى محمد جميعا. وهم يريدونك ، أو بعض أطرافك.
قال : فدعا رسول الله «صلىاللهعليهوآله» أبا بكر وعمر ، فذكر لهما