أو قالوا : أمره بأن «يستأصلهم».
فهل يمكن أن يصدر أمر كهذا من نبي الرحمة ، الذي يقول بعد استشهاد عمه حمزة وعشرات من أصحابه في حرب أحد : «اللهم اهد قومي فإنهم لا يعلمون»؟!
ولماذا هذه القسوة منه «صلىاللهعليهوآله» على قوم قد جاءهم من انتهب منهم النعم والشاء ، فهبّوا لتخليصها واسترجاعها ، ودفع المهاجمين عن أنفسهم؟!
ثم لماذا أصر المهاجمون والمغيرون على مواصلة الحرب مع بني مرة حتى قتلوا عن آخرهم؟! مع قصور الرواية التاريخية عن التصريح بشيء يدل على أن بني مرة
قد جمعوا لحرب رسول الله «صلىاللهعليهوآله» ، أو تآمروا عليه ، أو نقضوا عهده ، أو ما إلى ذلك!!
الغنائم والأسرى :
وبعد .. فإنه إذا كان نصيب كل واحد من المقاتلين من الغنيمة عشرة أبعرة ، فسيكون مجموع ما غنموه من بني مرة حوالي ألفي بعير ، أو عدلها من الغنم ، على أن يكون مقابل كل جزور عشرة من الغنم.
فأين كانت تلك المواشي ترعى؟! وكيف كانت تؤوى؟!
ومن الذي كان يحمي تلك الأبعرة والأغنام الكثيرة في ذلك المحيط الذي كان يمارس أهله الغارة والسلب في كل اتجاه؟ وكيف غفل عنها أصحاب الغارات ، وطلاب اللبانات؟! وكانوا يجوبون المنطقة طولا وعرضا ، خصوصا