ماذا عن سؤال المقداد رحمهالله؟!
وأما بالنسبة لقصة المقداد بن عمرو ..
فربما يقال : إن قصد هؤلاء القوم منها هو إيجاد شريك لأسامة ، في هذا الأمر القبيح الذي صدر منه ، وإيهام : أن المقداد كأسامة قد قتل امرءا مسلما أيضا.
مع أن المقداد كان من خيرة أصحاب علي «عليهالسلام» ، وكان معروفا بالطاعة المطلقة له «عليهالسلام» ، وبالتسليم التام لما يريده الله سبحانه ، ولما يأمر به رسوله «صلىاللهعليهوآله». على أن التأمل في القصة التي يرويها هؤلاء يعطي أنها لا تفيدهم فيما قصدوه ، لأن ظاهرها : أن المقداد قد طرح على الرسول الأكرم «صلىاللهعليهوآله» سؤالا افتراضيا ، ولم يكن يتحدث عن نفسه أبدا.
والذي يظهر لنا :
أن الأقرب إلى الاعتبار : هو أن بعض الناس ربما لم يبلغهم تغيّظ رسول الله «صلىاللهعليهوآله» على أسامة ، فظنوا أو خدعتهم ادعاءات صحة ما أقدم عليه أسامة ، فأراد المقداد أن يعرّفهم هذه الحقيقة من لسان النبي «صلىاللهعليهوآله» ، مباشرة فطرح السؤال على سبيل الافتراض ، مضمنا إياه خصوصية تزيد في وضوحه ، فقد ذكر في سؤاله الأول : أن ذلك الكافر المقاتل قطع يد مهاجمه (الذي هو السائل) بسيفه ، ثم أعلن إسلامه.
وجاء الجواب : بتحريم قتل ذلك الرجل.
وهذا سؤال افتراضي جزما ، لأن المقداد لم تقطع يده أصلا ..
ثم رتب على هذا السؤال وجوابه سؤالا افتراضيا آخر يقول : لنفترض