الرجل ، فالسؤال هو : أن آية «فَتَبَيَّنُوا» إن كانت نزلت لتحكي ما فعلته تلك الجماعة في هذه المناسبة ، فكيف يقدم هو بعد نزول الآية فيهم على قتل ذلك المتعوذ ـ بزعمه ـ بلا إله إلا الله ، محمد رسول الله؟! ..
ولماذا لم يتبين أمره ، ولم يتحقق مما صدر منه ، وفقا لما أمر الله تعالى به؟!
وإن كان ذلك قد حصل بعد أن فعل أسامة فعلته ، وبعد استنكار رسول الله «صلىاللهعليهوآله» فعله ذاك .. فكيف لم يعتبر أولئك القوم الذين هم من الصحابة بما جرى لأسامة؟!
وكيف يقدمون على أمر من هذا القبيل ، بعد البيان النبوي الواضح والصريح؟
وكيف يصح من النبي «صلىاللهعليهوآله» أن يغفر لهم ذلك ، ولا يعاقبهم عليه؟!
هذا ، وسيأتي بعض الكلام عما جرى لمحلم بن جثامة في سرية أبي قتادة إلى بطن إضم ، وفي أواخر حرب حنين ، والطائف ، فانتظر .. فإنها تشبه قضية أسامة إلى حد بعيد.
سرية غالب بن عبد الله إلى الميفعة :
وفي شهر رمضان سنة سبع ، وبعد أن رجع النبي «صلىاللهعليهوآله» من غزوة الكدر ، أقام مدة ، ثم قال له يسار (مولاه) : يا رسول الله ، إني علمت غرّة من بني عبد بن ثعلبة ، فأرسل معي إليهم (وإلى بني عوال).
فأرسل معه النبي «صلىاللهعليهوآله» غالب بن عبد الله في مائة وثلاثين رجلا إلى الميفعة ، بناحية نجد ، على ثمانية برد من المدينة.