به عنهم حين قال : (وَجَحَدُوا بِها وَاسْتَيْقَنَتْها أَنْفُسُهُمْ) (١).
وهذا الأمر بالذات يجعلنا لا نثق بصدقهم في دعواهم الإسلام والإيمان ، فإن من يكتم الحق ، ويرفض الإعتراف به دهرا ، من أجل مكاسب دنيوية ، لا يتورع عن أن يظهر القبول والاعتراف به ، طمعا في مكاسب دنيوية أيضا ..
ولأجل ذلك .. نقول :
إننا وإن كنا نلتزم بوجوب معاملة هؤلاء وفق ما يفرضه الشرع الحنيف من أحكام لمظهري الإسلام ، لكننا لا بد أن نبقى على حذر منهم ، وأن لا نخدع بظاهر حالهم ، حتى تثبت لنا تضحياتهم ، وممارساتهم ، أن باطنهم يتوافق مع ظاهرهم .. وأن ما أضمروه موافق لما أظهروه.
الإسلام يجبّ ما قبله :
وذكرت الروايات المتقدمة : أن عمرو بن العاص طلب من النبي «صلىاللهعليهوآله» أن يدعو الله أن يغفر له ما كان قد فعله في حربه على الإسلام ، قبل أن يسلم.
وفي نص آخر : بايعه على أن يغفر له ما تقدم من ذنوبه ..
فأجابه «صلىاللهعليهوآله» : بأن الإسلام يجبّ ما كان قبله.
والذي يستوقفنا هنا : أنه «صلىاللهعليهوآله» لم يستجب لطلب عمرو بن العاص ، ولم يستغفر الله له .. بل جعل الأمر مرهونا بصدقه في إسلامه ، فإن كان صادقا فيه ، فنفس هذا الإسلام هو الذي يرفع ويزيل آثار أفاعيله السابقة ، وتكون النتيجة هي : أننا لا نستطيع الجزم بأن ابن العاص قد
__________________
(١) الآية ١٤ من سورة النمل.