عيّن أمراء الجيش.
والجرف يقع على ثلاثة أميال من المدينة ، فهو أبعد من عن ثنية الوداع ، لأنها كانت قرب مسجد الراية على ذباب (١).
فما معنى قولهم : إنه «صلىاللهعليهوآله» خرج مشيعا لأهل مؤتة حتى بلغ ثنية الوداع ، حيث أوصاهم هناك بوصاياه؟!!
إعتراض جعفر على رسول الله صلىاللهعليهوآله :
وقد زعموا : أن جعفر بن أبي طالب «رضوان الله عليه» اعترض على تأمير زيد عليه ، فقال له «صلىاللهعليهوآله» : «امض ، فإنك لا تدري أيّ ذلك خير».
ونقول :
إننا لا نشك في كذب هذه القضية ، وذلك لما يلي :
أولا : إن جعفرا «رضوان الله عليه» أجل وأتقى لله من أن يعترض على قرارات رسوله «صلىاللهعليهوآله» ، فضلا عن أن يرفض تنفيذها ، أو أنه يشكك في صوابيتها ، أو بعدالتها.
وكلمات رسول الله «صلىاللهعليهوآله» في حقه «عليهالسلام» تكفي للتعريف بحقيقته ، وبمدى طاعته ، وانقياده له «صلىاللهعليهوآله» ..
ثانيا : إن النص منقول بنحوين ، يفهمان معنيين مختلفين.
فالأول منهما ينسب إلى جعفر قوله : «ما كنت أرهب أن تستعمل عليّ
__________________
(١) وفاء الوفاء ج ٤ ص ١١٦٩ ومعجم البلدان ج ٢ ص ١٢٨ وسبل الهدى والرشاد ج ٥ ص ١٧٣.