ضرب كعبه ، فظنوا موته ، ثم نجا بنفسه ؛ قد ذكر ما يشبهه في سرية أخرى ، هي سرية محمد بن مسلمة إلى بني ثعلبة في ذي القصة .. وجاء فيها :
أن النبي «صلىاللهعليهوآله» بعث محمد بن مسلمة في عشرة إلى بني ثعلبة ، فورد عليهم ليلا ، فكمن القوم حتى نام ، ونام أصحابه ، فأحدقوا بهم ، وهم مائة رجل ، فما شعروا إلا بالنبل وقد خالطتهم ، فوثب ابن مسلمة ، وعليه القوس ، ووثب من معه ، فتراموا بالنبل ساعة من الليل ، ثم حملت الأعراب عليهم ، فقتلت ثلاثة منهم ، ثم قتلوا الباقين ، ووقع ابن مسلمة جريحا ، فضرب كعبه فلم يتحرك .. فتركوهم ..
ثم نجا محمد بن مسلمة بواسطة رجل مسلم مر على القتلى ، فحمله حتى ورد به المدينة.
ثم إن النبي «صلىاللهعليهوآله» بعث أبا عبيدة في أربعين رجلا إلى مصارعهم ، فلم يجد أحدا ، فاستاق نعما ورجع (١).
وستأتي قضية أخرى تشبه هذه القضية أيضا ، وهي سرية ابن أبي العوجاء إلى بني سليم في سنة سبع.
ومثلها سرية ذات أطلاح أيضا.
وهذا التشابه يلقي ظلالا من الشك على صحة أكثر هذه النصوص.
قاتل حتى ضرب كعبه!! :
وورد في النص المتقدم كلام غير مفهوم ، فقد قال : قاتل قتالا شديدا
__________________
(١) المغازي للواقدي ج ٢ ص ٥٥١ وعن مناقب آل أبي طالب ج ١ ص ١٧٣ والبحار ج ٢٠ ص ٢٩١ و ٣٠٨ وعن إعلام الورى ج ١ ص ٢٠٠.