توطئة .. وتمهيد :
عرفنا في جزء سابق ، خصصناه للحديث عن غزوة الحديبية : أن النبي الأعظم «صلىاللهعليهوآله» كان قد عاقد قريشا على دخول مكة بعد الحديبية بعام ، وليس معه من السلاح إلا سلاح المسافر ، وهو السيوف في القرب (جمع قراب) ، بشرط أن لا يقيم بها هو وأصحابه أكثر من ثلاثة أيام ، ويخرج في اليوم الرابع ، بالإضافة إلى شروط أخرى وضعها «صلىاللهعليهوآله» على قريش في عهد الحديبية ، كما تقدم.
وبعد سنة من عهد الحديبية قصد النبي «صلىاللهعليهوآله» مكة ، ليؤدي مناسك العمرة ، وفق ما اتفق عليه ، وهو ما يعرف بعمرة القضاء.
تصحيح اشتباه :
ولكن ظاهر عبارة بعضهم : أن اشتراط تلك الأمور المشار إليها ، إنما كان في عمرة القضاء نفسها ، فقد قال : «.. ثم خرج «صلىاللهعليهوآله» معتمرا عمرة القضاء ، فأبى أهل مكة أن يدعوه «صلىاللهعليهوآله» يدخل مكة ، حتى قاضاهم على أن يقيم ثلاثة أيام الخ ..» (١).
__________________
(١) السيرة الحلبية ج ٣ ص ٦٢ عن الأنس الجليل.