كبيرة ، يحتاج جمعها إلى التنقل من مكان إلى مكان ، وإلى إعداد ووقت.
على أن سبقه للسرية من شأنه أن يثير الشكوك حوله ، إذا التفت أفراد السرية إلى مفارقته لهم ، وسوف يجعلهم يترددون في مواصلة المسير ، وسيكون اكثر حذرا ، وأبعد عن الوقوع في الفخ الذي نصب لهم.
سبب هذه السرية :
إذا كان الخيار الوحيد المتوفر لدينا فعلا هو التسليم والقبول ، أو السكوت عن النقاش في صحة هذه السرية ، بسبب شحة النصوص حولها ، فإن ما يمكن أن نقوله فيها هو : أن نقلة الأخبار وإن كانوا لم يذكروا لنا الكثير من أخبارها ، ولا أوردوا شيئا عن سبب إرسالها إلى بني سليم ، فهل هو لأنهم نقضوا عهدا؟! أو لأنهم ارتكبوا جرما؟ أو لأجل الحصول على نعمهم ومواشيهم؟! أو لأنهم جمعوا الناس لحرب رسول الله «صلىاللهعليهوآله»؟! أم لغير ذلك؟!
لكننا نطمئن إلى أن هذا الافتراض الأخير غير صحيح ، لأن النص التاريخي يصرح : بأنهم إنما جمعوا جمعا كثيرا بعد أن أخبرهم العين بأمر السرية ..
كما أن افتراض إرادة سلب أموالهم ، لا يمكن قبوله أيضا ، لما ذكرناه مرارا وتكرارا : من أن النبي «صلىاللهعليهوآله» لم يكن ليغير على أحد بهدف استلاب الأموال ، بل لأجل دفع شره ، أو جزاء له على عذره ، حين يكشّر عن أنيابه ، ويدبر للانقضاض على المسلمين!! وإلحاق الأذى بهم.
وربما يكون إرسالهم للعين إلى المدينة مؤشرا على نواياهم العدوانية