بقسوة ظاهرة ، ولم يشفع لهم عندهم أنهم كانوا ثلاثة آلاف فقط في مقابل مائتي ألف ، أو مائتين وخمسين ألفا.
الأمر الذي يعني : أن الناس كانوا يتوقعون نصرا هائلا وعظيما ، وقد ساءهم تضييعه ..
خالد يضيع نتائج المعركة :
ومن المعلوم : أن قائد الهزيمة ، هو خالد بن الوليد ، الذي كان لحركته في ذلك الجيش أثر بالغ في تهيئة ظروف فرضت تلك الهزيمة ، وبذلك يكون قد أبطل التدبير النبوي ، وضيّع نتائج عظيمة وخطيرة ، كان «صلىاللهعليهوآله» قد خطط لتحقيقها.
ولأجل ذلك وجدنا من المسلمين موقفا حادا وصارما جدا من ذلك الجيش العائد بقيادة مدير الهزيمة وصانعها خالد بن الوليد.
ويكفي أن نذكر : أنهم كانوا يحثون التراب في وجوه العائدين ، وقد قاطعوهم ، وهجروهم ، ولم يعد الواحد منهم يجرؤ على الظهور بين الناس ، حتى ضاقت عليهم الأرض بما رحبت ، كما سنرى.
ولم نجدهم اعتذروا ولا اعتذر أحد عنهم ، بأنهم قد واجهوا جيشا مؤلفا من مائتي ألف مقاتل ، كان في أتم عدة ، وأحسن تجهيز.
وهذا يدل : على أن الناس كانوا يعرفون أن إمكانات الصمود كانت متوفرة ، وأن هناك مهمات لم تنجز ، بسبب هذا الفرار المبكر وغير المبرر من ساحة المعركة.