تخلص من تلك الآثار ، إلا إذا تيقنا بصدقه في دعواه الإسلام.
ومن الواضح : أن زوال الآثار إنما يبدأ من لحظة تكوّن هذا الإسلام الحقيقي ، الذي قد يتأخر ، بل ربما لا يحصل أصلا ، ويبقى مجرد ادّعاء ، ليس وراءه قناعة ولا قبول.
ولو أن النبي «صلىاللهعليهوآله» دعا أو استغفر لعمرو لزالت آثار تلك العظائم حتما وجزما ، في أي حال يكون ابن العاص عليها ، أي سواء أكان صادقا في دعواه الإسلام ، أم غير صادق.
ثم يبدأ حسابه على أعماله من لحظة دعائه «صلىاللهعليهوآله» له ..
عمر كالعاتب على خالد!! :
وذكر النص المتقدم : أن عمر بن الخطاب كان كالعاتب على خالد ، ولكنه لم يبين لنا مبررات هذا العتب ..
فإن خالدا لم يقترف ذنبا حين قد مر إلى المدينة وأعلن اسلامه ، إلا إذا كان عتبه عليه من أجل ما فعله ببني جذيمة (١) ، حين أرسله النبي «صلى الله
__________________
(١) علل الشرايع (ط النجف) ص ٤٧٤ والبحار ج ٢١ ص ١٤٢ وج ١٠١ ص ٤٢٤ والأمالي للصدوق ص ٢٣٧ و ٢٣٨ وأمالي الطوسي ص ٤٩٨ والبداية والنهاية ج ٤ ص ٣٠٣ ومسند أحمد ج ٢ ص ١٥١ وسنن النسائي ج ٨ ص ٢٢٧ والكامل في التاريخ ج ٢ ص ٢٥٥ والسيرة النبوية لابن هشام ج ٤ ص ٧٠ و ٧١ وعن فتح الباري ج ٨ ص ٤٥ وعن صحيح البخاري ج ٥ ص ٢٠٣ وج ٤ ص ١٢٢ وج ٨ ص ٩٢ وج ٩ ص ٩١ وعن السيرة الحلبية ج ٣ ص ٢٢٢ وعن تاريخ الأمم والملوك ج ٣ ص ٦٦ ومستدرك الوسائل ج ١٨ ص ٣٦٦.