يصدوا الناس عن التفكير في المدينة من حيث هي منشأ للحمى الموجبة للضعف ، والوهن لكل من يسكن فيها!
إظهار القوة .. يبطل كيدهم :
وحين أطلع الله عزوجل نبيه «صلىاللهعليهوآله» على مقالتهم هذه ، طلب من أصحابه إظهار القوة ، وأطلق دعاءه بالرحمة لمن يفعل ذلك.
ولم يرد «صلىاللهعليهوآله» أن يجسد هذه القوة في حركات تستبطن التحدي ، أو الادعاء القولي ، بل أراد تجسيدها بطريقة تظهر حقيقة وجودها بالفعل في واقع نفس كل واحد من أصحابه ، ولذلك قال لهم : «أراهم من نفسه قوة» ، أي أنه يريد أن يرى المشركون القوة نفسها في حركة الجسد ، لا أن يسمعهم ادعاءات وجودها.
واختار أن يجسدها في نفس ممارستهم العبادية ، فأمرهم بالرمل ـ وهو ضرب من المشي السريع ـ في الأشواط الثلاثة.
كما أن طريقة المشي هذه تستبطن ما يشبه الوثبة مع كل خطوة ، ولهذا تأثيره القوي في إعطاء الانطباع المطلوب.
وقد فاجأت حركات المسلمين هذه أهل الشرك ، فجاء الاعتراض القوي من قبل أولئك الذين أريد تضليلهم ، بادعاء تأثير حمى يثرب في وهن قوتهم ، وكان اعتراضا يستبطن تكذيب هذا الزعم.
فقالوا : «هؤلاء الذين زعمتم : أن الحمى قد وهنتهم؟! هؤلاء أجلد من