أحدهما : إعلام عمر بأنه «صلىاللهعليهوآله» راض بقول ابن رواحة ، وبأنه «صلىاللهعليهوآله» قد حسب لكل شيء حسابه ، فلا داعي للخوف من ردة فعل المشركين ، التي ربما يجد فيها عمر ما يؤذيه ، أو يؤذي توجهاته ..
الثاني : صد عمر عن مواصلة هجومه وتحدياته لابن رواحة.
وقد قلنا : إن البعض ربما يرى أن احتمال إرادة تطمين عمر غير وارد ؛ لأن أهل الخير من المؤمنين والمسلمين يشعرون أنهم في أمن وأمان ، وهم على يقين من حسن تدبير رسول الله «صلىاللهعليهوآله» ، ولا يخالجهم شك في ذلك.
فيتعين أن يكون المراد : الصد لعمر عن وعيده ، وتهديده ، وهذا هو الأوفق بلحن الكلام وسياقه ..
امشوا بين اليماني والأسود :
وذكر الواقدي : أن جبرئيل «عليهالسلام» نزل على النبي «صلىاللهعليهوآله» ، فقال : إن المشركين على الجبل ، وهم يرونكم ، امشوا بين اليماني والأسود ، ففعلوا (١).
ونقول :
لم نفهم معنى لإصدار الأمر للمسلمين ، وهم ألفا رجل ، جاؤوا للطواف بالبيت ، بأن يمشوا بين اليماني والأسود!!
فإن ذلك غير ممكن ، بل غير قابل للتصور.
بل الظاهر : أنه «صلىاللهعليهوآله» أمرهم بالطواف بين مقام إبراهيم ،
__________________
(١) المغازي للواقدي ج ٢ ص ٧٣٦.