عليه. حسبما تقدم.
٣ ـ إن هذا النص يصرح بأن الرجل المقتول جاء إلى جيش المسلمين ، وسلم عليهم ، وذلك يجعلنا نرتاب فيما زعموه من أن أسامة قد قتله في ساحة الحرب ، وأنه لما رهقه بالسيف نطق بالشهادتين ، وربما يكون الدافع إلى ادعاء ذلك هو التخفيف من حدة النقد لهذا القاتل ، ومن قبح الذنب الذي صدر منه.
٤ ـ إن رسول الله «صلىاللهعليهوآله» قد بادر إلى الإعلان القاطع عن دوافع أسامة لقتل ذلك الرجل. وقد ساق كلامه بصورة الإخبار عن أمر يقيني.
واليقين بذلك لا يتأتى إلا لمن يكون نبيا ، قد علم ذلك عن طريق الوحي ، أو من خلال اطلاعه على الغيب ، ولو عن طريق إشرافه على اللوح الذي تكتب فيه الغيوب ، التي أذن الله تعالى له بالاطلاع عليها ، ويسّر له ذلك ، بما آتاه إياه من قدرات ..
٥ ـ إن رواية أبي ظبيان تحاول أن تنسب القتل إلى قوم آخرين يحكي أسامة لنا : أن هذا القتل قد صدر منه ، بعد أن اعتبروا تسليم ذلك الرجل عليهم كان من أجل التعوذ به منهم.
مع أن الرواية المتقدمة تصرح بأن أسامة انفرد به ، وقتله.
٦ ـ إن هذه الرواية التي رواها أسامة تثير أكثر من سؤال.
فإنه إن كان يريد أن يبرئ نفسه من هذه الجريمة ، وينحي باللائمة على غيره ؛ فالروايات كلها تكذبه في ذلك.
وإن كان يتحدث عن أن غيره فعل ذلك ، وكان هو معهم ..
فإن كان ما فعلوه قد حدث قبل أن يرتكب هو جريمته بحق ذلك