مقرونة بشهيدية الله تعالى يفيد : أن هناك ضمانة حقيقية ، وطمأنينة شديدة إلى أمانة الشاهد وصدقه ، وأنه لن يكتم الشهادة فضلا عن أنه لن يشهد إلا بالحق والصدق ، لا على سبيل الإعجاز في الإخبار عن الغيب ، ولا على سبيل الإعجاز بإجبار ابن سلام على ذلك تكوينا.
بل الأمر يجري وفق السنن ، من حيث أنه يستند إلى أن الشاهد هو ذلك الإنسان العالم بمواطن الحق والباطل ، المعصوم عن أن ينقاد لهواه ، وعن أن ينساق مع تيار الإنحراف ، في أي من الظروف والأحوال ..
٢ ـ إن الحديث إنما هو مع المشركين والكفار ، وهم كما لا يعترفون برسول الله «صلىاللهعليهوآله» فإنهم لا يعترفون أيضا باليهود ، وإلا لكانوا تابعوهم ، ودخلوا معهم في دينهم ، فما معنى إلزامهم بشهادة ابن سلام الذي كان يهوديا فأسلم. وهم يخطئونه في ذلك ويضللونه؟!
وما معنى أن تقرن شهادة اليهود بشهادة الله سبحانه ، في مقام التحدي؟!
٣ ـ إنه بعد أن دخل ابن سلام في الإسلام لم يعد هناك أي فرق بنظر الكفار بينه وبين علي «عليهالسلام» ، فهذا خصم لهم مدع عليهم ، وذاك أيضا كذلك بنظرهم ..
٤ ـ إن الآية قد تحدثت عن الشهيد ، لا عن الشاهد .. والتعبير الطبيعي عن الذي يؤدي الشهادة في موارد الترافع والاختلاف هو كلمة «شاهد» ، فيقال فلان شاهد ، لا شهيد ، التي هي من صيغ المبالغة ..
٥ ـ أضف إلى ما تقدم : أنه لا يقال ـ في العادة ـ : فلان شاهد بيني وبينكم ، بل يقال فلان شاهد على فلان ، أو شاهد على الأمر.