من النساء ، والأطفال والمسنين ، بعد أن أذاقها أولئك الأشاوس ، عشاق علي والحسين والزهراء «عليهمالسلام» مرارة الخزي والهوان ، والذل والخسران في ساحات الوغى ، فلاذت بالفرار ، وتوارت خلف الأسوار ، وصبت جام غضبها على الصغار والكبار ، وباءت بغضب العزيز الجبار ..
٣ ـ وكان مما امتحنني الله به ، هو تدمير مكتبتي ، التي كانت في بيتي في الضاحية الجنوبية لبيروت. واحتراق غرفة كانت تحوي شطرا من مكتبتي في عيثا الجبل أيضا .. وكانت تحوي بالإضافة إلى بعض المخطوطات القديمة جميع ما خطته يدي طيلة حياتي ، وما أكثره ، وقد التهمته النار ، وأتت عليه ، ولم يسلم لي حتى سطر واحد.
ولكن كل ذلك يهون ويرخص أمام ما عايناه من ألطاف إلهية ، شملت أهل الإيمان تمثلت بنصر قل نظيره ، وبعنايات ربانية مكنت محبي علي أمير المؤمنين «عليهالسلام» وشيعته الأوفياء ، ومواليه الصفياء من إذلال أعداء الله سبحانه ، فأبار الله كيدهم. وأظهر خزيهم ، وذلهم.
٤ ـ إن قسما كبيرا ، أو القسم الأكبر من آخر جزء من هذا الكتاب ، قد كتب في أجواء هذه الحرب ، وفي أماكن فرضت علينا المخاطر اللجوء إليها ، لأننا ظننا أنها أكثر أمنا ..
فربما لم نتمكن من إعطائها حقها ، ولو بمقدار ما حظيت به سائر أقسام هذا الكتاب ، وربما نكون قد غفلنا عن أمور كثيرة كان يحسن بنا ذكرها ، أو الإلماح إليها ، بنحو أو بآخر ..
فنحن نعتذر إلى القارئ الكريم عن أي تقصير يمكن أن يلاحظ فيها ..