فكيف يترتب على تركه العذاب؟ ولهذا قال المحدث الكاشاني ذيل هذا الخبر : يعني ان السنة في الصلاة ذلك فمن زاد عليه وجعل الزائد سنة فقد أبدع وترك سنة النبي (صلىاللهعليهوآله) وبدلها بسنته التي ابدعها فيعذبه الله على ذلك لا على كثرة الصلاة من غير ان يجعلها بدعة مرسومة ويعتقدها سنة قائمة لما ورد من ان الصلاة خير موضوع فمن شاء استكثر ومن شاء استقل (١). انتهى.
أقول : لا يخفى انه قد ورد في الأخبار ما هو ظاهر التأييد لما دل عليه ظاهر هذا الخبر مثل قوله (عليهالسلام) «معصية» في صحيحة زرارة المذكورة في المقام من الدلالة على كون ذلك معصية وان كان مستحبا ومتى ثبت كونه معصية حسن ترتب العذاب عليه ، ويؤيد ذلك استفاضة الاخبار بان تارك صلاة الجماعة من غير علة مستحق لان يحرق عليه بيته (٢) مع ان صلاة الجماعة ليست بواجبة ، وكذلك ما ورد من انه لو أصر أهل مصر على ترك الأذان لقاتلهم الامام (٣).
نعم يبقى الإشكال في انه قد ورد أيضا في جملة من الاخبار ان العبد إذا لقي الله عزوجل بصلاة الفريضة لم يسأله عما سواها ، ومن تلك الاخبار حديث عائذ الأحمسي المروي بعدة أسانيد ومتون مختلفة : منها ـ ما رواه في الكافي (٤) في الصحيح أو الحسن عن جميل بن دراج عن عائذ الأحمسي قال : «دخلت على ابي عبد الله (عليهالسلام) وانا أريد أن أسأله عن صلاة الليل فقلت السلام عليك يا ابن رسول الله (صلىاللهعليهوآله) فقال وعليك السلام اي والله انا لولده وما نحن بذوي قرابته ، ثلاث مرات
__________________
(١) رواه في الوسائل في الباب ٤٢ من أحكام المساجد وفي المستدرك في الباب ١٠ و ١٢ من أعداد الفرائض.
(٢) رواه في الوسائل في الباب ٢ من صلاة الجماعة.
(٣) لم نعثر عليه في مظانه نعم ورد ذلك بنحو الفتوى في كلام بعض كما في البحر الرائق ج ١ ص ٢٥٥.
(٤) الفروع ج ١ ص ١٣٧ وفي الوسائل في الباب ١٧ من أعداد الفرائض.