وآله) لوجوب عصمة الإمام كالنبي وقد نصبه أمير المؤمنين وصلى اليه هو والحسن والحسين (عليهمالسلام) واما محراب مسجد البصرة فنصبه عقبة بن غزوان فهو كسائر محاريب الإسلام ، وربما قيل بمساواته مسجد الكوفة لأن أمير المؤمنين (عليهالسلام) صلى فيه وجمع من الصحابة فكما لا اجتهاد في مسجد الكوفة فكذا في مسجد البصرة. واما مسجد المدائن فصلى فيه الحسن (عليهالسلام) فان كان المحراب مضبوطا فكذلك وبمشهد سر من رأى (صلوات الله على مشرفيه) مسجد منسوب إلى الهادي (عليهالسلام) فلا اجتهاد في قبلته ايضا ان كانت مضبوطة. ولو تخيل الماهر في أدلة القبلة تيامنا وتياسرا في محراب رسول الله (صلىاللهعليهوآله) ومحراب أمير المؤمنين (عليهالسلام) فخياله باطل لا يجوز له ولا لغيره العمل به. انتهى كلامه زيد مقامه.
وفيه ما افاده شيخنا المجلسي (عطر الله مرقده) في كتاب البحار حيث قال في تتمة الكلام الذي قدمنا نقله عنه آنفا : وما ذكره أصحابنا من ان محراب مسجد الكوفة محراب المعصوم لا يجوز الانحراف عنه انما يثبت إذا علم ان الامام بناه ـ ومعلوم انه لم يبنه ـ أو صلى فيه من غير انحراف عنه وهو ايضا غير ثابت ، بل ظهر من بعض ما سنح لنا من الآثار القديمة عند تعمير المسجد في زماننا ما يدل على خلافه كما سيأتي ذكره ان شاء الله تعالى ، مع ان الظاهر من بعض الاخبار ان هذا البناء غير البناء الذي كان في زمن أمير المؤمنين (عليهالسلام) بل ظهر لي من بعض الأدلة والقرائن ان محراب مسجد النبي (صلىاللهعليهوآله) بالمدينة أيضا قد غير عما كان في زمانه لانه على ما شاهدنا في هذا الزمان موافق لخط نصف النهار وهو مخالف للقواعد الرياضية من انحراف قبلة المدينة إلى اليسار قريبا من ثلاثين درجة ومخالف لما رواه الخاصة والعامة من انه (صلىاللهعليهوآله) زويت له الأرض ورأى الكعبة فجعله بإزاء الميزاب (١) فان من وقف بحذاء الميزاب يصير القطب الشمالي محاذيا لمنكبه الأيسر ، ومخالف لبناء
__________________
(١) تاريخ المدينة للسمهودي ج ١ ص ٢٦١ والدرة الثمينة ص ٣٥٧.