تنبيه :
ذكر بعض الأعاظم قدّس سرّه أنه بعد الفراغ عن عدم حجية قول اللغويين فلو حصل الوثوق بالمعنى من قولهم أوجب ظهور اللفظ فيه ، ولا يكون الوثوق بالمراد مستندا لأمر خارجي غير معتبر ، بل يدخل المورد في كبرى حجية الظهور بالخصوص ، لأن الوثوق بالمعنى لو حصل قبل إلقاء الكلام لأوجب ظهور اللفظ فيه قطعا ، فكذا بعده ، لعدم معقولية الفرق.
وفيه : أن الوثوق بالمعنى ـ سواء حصل من قول اللغويين أم من غيره ـ لا يوجب إلا الوثوق بالظهور ، سواء حصل قبل إلقاء الكلام أم بعده.
وحينئذ فحيث كان موضوع الحجية هو الظهور الواقعي فلا بد من إحرازه بعلم أو علمي ، ولا يكفي مجرد الوثوق إذا لم يستند إلى حجة ، كما هو المفروض. إلا أن يراد به العلم العادي ، فيكون حجة بنفسه. فلاحظ.