محبّاً يكره لقاء حبيبه؟ فقال عليه السلام : يا ملك الموت ، الآنَ فاقبض (١).
وأوحى الله إلى عبده موسى عليه السلام : يا ابن عمران ، كَذِبَ مَن زعم أنّه يحبّني ، فإذا جَنَّه الليل نام عنّي ، أليس كلُّ محبّ يحبّ خلوة حبيبه ، ها أنا ذا يا ابن عمران مُطَّلِع على أحبّائي ، إذا جَنَّهم الليل حُوِّلت أبصارهم في قلوبهم ، ومُثِّلت عقوبتي بين أعينهم ، يخاطبونني عن المشاهدة ، ويكلّمونني عن الحضور. يا ابن عمران ، هَبْ لي من قلبك الخشوع ، ومن بدنك الخضوع ، ومن عينَيك الدموع ، وادْعُني في ظُلَم الليل ، فإنّك تجدني قريباً مجيباً (٢).
وقال رسول الله صلى الله عليه وآله : بكى شُعَيبٌ عليه السلام من حبّ الله عزّ وجلّ حتّى عَمِي ، فردّ الله عزّ وجلّ عليه بصره ، ثمّ بكى حتّى عمي ، فردّ الله عليه بصره ، ثمّ بكى حتّى عمي ، فردّ الله عليه بصره ، فلمّا كانت الرابعة أوحى الله إليه : يا شعيب ، إلى متى يكون هذا أبداً منك ، إن يكن هذا خوفاً من النار فقد أجَرْتُك ، وإن يكن شوقاً إلى الجنّة فقد أبحتك ، قال عليه السلام : إلهي وسيّدي ، أنت تعلم أنّي ما بكيت خوفاً من نارك ، ولا شوقاً إلى جنّتك ، ولكن عُقد حبّك على قلبي ، فلا أصبر أو أراك ، فأوحى الله إليه : أمّا إذا كان هذا هكذا ، سأخدمك كليمي موسى بن عمران (٣).
وروي أنّ عيسى عليه السلام مرّ بثلاثة نفر قد نَحِلت أبدانهم ، وتغيّرت ألوانهم ، فقال عليه السلام لهم : ما الذي بلغ بكم ما أرى؟ فقالوا : الخوف من النار ، فقال عليه السلام : حقّ على الله أن يؤمن الخائف.
ثمّ جاوزهم عليه السلام إلى ثلاثة أخرى فإذا هم أشدّ نحولاً وتغيّراً ، فقال لهم : ما الذي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١ ـ جامع السعادات ٣ : ١٥١.
٢ ـ روضة الواعظين : ٣٢٩ ، الجواهر السنيّة في الأحاديث القدسيّة للحرّ العاملي : ٥٧.
٣ ـ علل الشرائع : ٥٧ / ح ١ ـ الباب ٥١ ، الجواهر السنيّة : ٣١.