العفو يُرجى مِن بني آدمٍ |
|
فكيف لا أرجوه مِن ربّي؟! (١) |
وقال عفا الله عنه :
أيا مَن ليس لي منه مجيرُ |
|
بعفوِك مِن عذابِك أستجيرُ |
أنا العبد المُقرُّ بكلِّ ذنبي |
|
وأنت السيّدُ المولى الغفورُ |
فإن عذّبتَني فبِسوءِ فعلي |
|
وإن تَغفرْ فأنت به جديرُ |
أفرُّ إليك منك وأين إلّا |
|
إليك يفرُّ منك المستجيرُ! (٢) |
وصدق الله القائل : (حَتَّىٰ إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنفُسُهُمْ وَظَنُّوا أَن لَّا مَلْجَأَ مِنَ اللَّـهِ إِلَّا إِلَيْهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا إِنَّ اللَّـهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ) (٣).
وورد في التائب توبة نصوحاً عن أهل البيت عليهم السلام أنّ التائب حبيب الله ، وأنّ التائب من الذنب كمن لا ذنب له (٤) ، وهذا المحو والستر هو العفو والمغفرة التي هي رجوع الله إلى عبده التائب.
أمّا الذي يستغفر الله بلسانه وهو مقيم على الذنب ، غير عازم على الترك ، فهو كالمستهزئ سبحانه كما في الأخبار (٥) ، وقال أحد الفضلاء : إنّ على هذا أن يستغفر من استغفاره.
إنّ التوبة إذا كانت مستجمعة لشرائطها المقبولة فهي مقبولة وفق العهد الالهيّ ، قال تعالى : (قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّـهِ إِنَّ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١ ـ المصباح للكفعميّ : ٣٨٣.
٢ ـ أعيان الشيعة ٥ : ٣٨٨.
٣ ـ التوبة : ١١٨.
٤ ـ ينظر : الكافي ٢ : ٤٣٥ / ح ٩ و١٠.
٥ ـ الكافي ٢ : ٤٣٥ / ح ١٠ ، الخصال للصدوق : ٥٤٣ / ح ١٨.