غيرهم حيث قال : (إِنَّمَا يَخْشَى اللَّـهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ) (١).
وكنّا ذكرنا أهميّة العلم في بداية البحث كمنطلق للشوق والنيّة لتحقيق كلّ عمل مأمول فيه رضى الله تعالى.
وفي السنّة الشريفة وردت مئات الأحاديث التي تحثّ على طلب العلم بعنوان القربة إلى الله تعالى.
قال النبيّ صلى الله عليه وآله : طلب العلم فريضة على كلّ مسلم ، ألا إنّ الله يحبّ بُغاة العلم (٢). وعن أمير المؤمنين عليه السلام قال : تعلّموا العلم فإنّ تعلّمه حسنة ، ومدارسته تسبيح ، والبحث عنه جهاد ، وتعليمه من لا يعلمه صدقة ، وهو عند الله لأهله قربة ، لأنّه معالم الحلال والحرام (٣).
وأمر الإسلام بمجاهدة النفس حين غفلتها وتقصيرها وجعل ذلك على لسان الروايات من الجهاد الأكبر ، وأنّه مهر الجنّة.
والمؤمنون جميعاً مأمورون بجهاد النفس ، لأنّ مراقي الكمال لا حدود لها ، فقد يرتقي المسلم إلى مرتبة الإيمان ، والمؤمنون إلى مرتبة الأبرار ، ويرتقي بعض الأبرار ليكونوا من المقرّبين. ونحن مأمورون بمحاسبة النفس وتشخيص عيوبها ووضع السبل الكفيلة بعلاج أمراضها وتقصيراتها ، وقد تحدّثنا حول هذه المواضيع في مواضعَ شتّى من هذا الكتاب.
قال الإمام الصادق عليه السلام : إنّ رجلاً أتى النبيَّ صلى الله عليه وآله فقال له : يا رسول الله أوصِني ، فقال له النبيّ صلى الله عليه وآله : فهل أنت مستوصٍ إن أنا أوصيتك؟ حتّى قال ذلك ثلاثاً ، وفي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١ ـ فاطر : ٣٨.
٢ ـ الكافي ١ : ٣٠ / ح ١ ، المحاسن : ٢٢٥ / ح ١٤٦ ـ عن الإمام الصادق عليه السلام.
٣ ـ الأمالي للصدوق : ٤٩٢ / ح ١ ـ المجلس ٩٠.