أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّـهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّـهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاءُ وَاللَّـهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ) (١) ، وهذا أجر الشاكرين.
أمّا لو أُخذَ هذا منه قسراُ بالبلاء ونحوه ، فإن كان صابراً نال أجر الصابرين ، ويكفي الصابرين فخراً وكرامة أن الله سبحانه صلّى عليهم في محكم كتابه المبين حيث قال سبحانه : (وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّـهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَـٰئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَـٰئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ) (٢).
وأشير هنا إلى أنَّ الصلاة من الله رحمة ، ومن الملائكة تزكية ، ومن الناس دعاء.
إذن فالخوف والجوع والنقص من الأموال والأنفس والثمرات مع الصبر فائدة ورحمة ونعمة ما دامت تؤدّي إلى القرب من الله.
يقول السيّد الطباطبائيّ قدس سره : إنّ المراد بالبركات ليس مطلق النعم وأمتعة الحياة ، بل النعم من حيث إنّها تسوق الإنسان إلى الخير والسعادة والعاقبة المحمودة (٣).
فكلّ ما يقود إلى القرب من الله هو نعمة في نظر العقلاء : المال ، الصحّة ، العلم ، والمواهب الإلهيّة كلّها نعم ، والبلاء والفقر والمرض والتشريد ، والتعذيب والقتل كذلك نِعَم إذا قابل الإنسان ذلك بالصبر والرضى ، ونال به مرضاة الله تبارك وتعالى.
يقول «صاحب الميزان» قدس سره : ولذا كان القرآن الكريم لا يعدُّ هذه العطايا الإلهيّة ، كالمال والجاه والأزواج والأولاد وغير ذلك ، نعمةً بالنسبة إلى الإنسان إلّا إذا وقعت
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
١ ـ البقرة : ٢٦١.
٢ ـ البقرة : ١٥٥ ـ ١٥٧.
٣ ـ تفسير الميزان ١٠ : ٢٣٩.