من متى ٢٧ ـ ٣٠ ، ورابع عشر مرقس ٢٣ ـ ٢٦ والثاني والعشرين من لوقا ١٧ و ١٨ ما يتضمن انه حاشاه شرب الخمر وقال قول المودع لها المتأسف على فراقها ، وفي ثاني يوحنا ١ ـ ١٢ انه وحاشاه حضر هو وتلاميذه في قانا الجليل مجلس العرس الذي تشرب فيه الخمر ولما فرغت الخمر صنع لهم بطلب أمه ستة أجران من الخمر الجيد فسقوا منه.
وليت شعري ما يصنع المتكلف وغيره بهذا إذا كانت الخمر حراما قطعا ، كما اعترف به المتكلف «يه ١ ج ص ١٣» ، وكذا سقيها كما في ثاني حبقوق ١٥ ، وكما سنوضحه إن شاء الله في موانع النبوة وبيان حرمتها خصوصا على الأنبياء.
«الثاني» قد قدمنا في الفصل الرابع من الباب الثاني من هذه المقدمة انه قد ذكر عن قول المسيح في شأن معاصريه جيل شرير وفاسق يطلب آية ولا تعطى له آية إلا آية يونان النبي «مت ١٢ : ٣٩ ولو ١١ : ٢٩» الحق أقول لكم لن يعطي هذا الجيل آية «مر ٨ : ١٢».
وذكرنا ان كل واحد من هؤلاء الثلاثة يذكر في انجيله ما يكذب هذا القول المنسوب إلى المسيح بنقله صدور الآيات بعد ذلك ويكذبه أيضا يوحنا بواقعة احياء العازر ويلزم من ذلك ، أما نسبة الكذب إلى المسيح وحاشاه أو كذب أصحاب الأناجيل فيما نقلوه من صدور الآيات بعد ذلك أو كذبهم في نسبة هذا الكلام إلى المسيح أو كذب غيرهم في نسبة ذلك إليهم.
وأيضا ذكر عن قول المسيح لأنه كما كان يونان في بطن الحوت ثلاثة أيام وثلاث ليال ، هكذا يكون ابن الإنسان في قلب الأرض ثلاثة أيام وثلاث ليال «مت ١٢ : ٤٠».
مع ان مقتضى الأناجيل الأربعة انه لم يبق في قلب الأرض إلا ليلتين وهما ليلة السبت وليلة الأحد ويوما كاملا وهو يوم السبت وشيئا يسيرا من يوم الجمعة وشيئا يسيرا لا يذكر من يوم الأحد ، فاختر لمن تنسب الكذب في هذا الأمر.
وأيضا في سابع يوحنا ان المسيح إذ كان في الجليل قريبا من عيد المظال