٢٥ على أنه هو يوحنا بن زبدى الذي ينسب إليه هذا الإنجيل ، وانه قبل اتكائه وجلوسه في حضن المسيح بنحو ثلاث سنين كان يصطاد السمك مع أبيه وأخيه ويعمل في السفينة ويصلح الشباك «مت ٤ : ٢١ و ٢٢ ومر ١ : ١٩ و ٢٠» فلا بد وان يكون حين ما يدعى من جلوسه في حضن المسيح واتكائه على صدره شابا في ريعان الشباب وغضارته ، فانظر يا ذا الرشد والفهم الحر واعتبر في أحوال البشر ونزاهة الأولياء وعفافهم وقل هل يجوز على قدس المسيح أن يجلس في حضنه شاب غض في محفل من التلاميذ ويعطيه وجها حتى إذا أراد أن يكلمه اتكأ على صدره كتغنج الفتاة المعجبة بجمالها المعتمدة على شغف زوجها بها.
أفهذا وضع رسول مرشد إلى الهدى والعفاف أم وضع ... غفرانك الله مما ذكرت فاني أردت إرشاد الجاهل وتنبيه الغافل وتنزيه مسيحك المقدس ورسولك المكرم ليحيي من حي عن بينة.
«الخامس» في عاشر يوحنا في شأن المسيح ٣٣ إجابة اليهود قائلين لسنا نرجمك لأجل عمل حسن بل لأجل تجديف فإنك وأنت إنسان تجعل نفسك إلها ٣٤ أجابهم يسوع أليس مكتوبا في ناموسكم انا قلت انكم آلهة ٣٥ ان قال : آلهة لاولئك الذين صارت إليهم كلمة الله ولا يمكن أن ينقض المكتوب ٣٦ ، فالذي قدسه الأب وأرسله الى العالم أتقولون له : انك تجدف؟ لأني قلت : اني ابن الله انتهى.
فأقول في هذا الكلام وفرض نسبته الى المسيح وحاشاه ان كان هذا الاحتجاج بما في الناموس جدلا من المسيح لليهود وإسكاتا بما في ناموسهم لزم أن يكون في ناموسهم ما ليس من الإلهام بل هو كذب عليه فجادلهم به المسيح الزاما لهم وانتقادا عليهم ، وهذا من شواهد التحريف الذي ادعيناه وإن كان برهانا من المسيح لزم أن يكون معتقدا مصدقا بتعدد الآلهة وكثرتهم وحينئذ أين يكون ما في التوراة ولا تذكروا اسم آلهة اخرى ولا يسمع من فمك «خر ٢٣ : ١٣» لا يكن لك آلهة اخرى امامي «تث ٥ : ٧» لتعلم ان الرب هو الإله ليس آخر سواه ، فاعلم اليوم وردد في قلبك ان الرب هو الإله في السماء من فوق وعلى الأرض من أسفل ليس سواه «تث ٤ : ٣٥ و ٣٩» أنا هو الرب