وحوا وقد شرع الله الطلاق على يد موسى «تث ٢٤ : ١» وفي الكل لم يكن من البدء هكذا.
وأيضا بناء على هذه الحجة ينبغي أن لا تجيء شريعة بتسويغ الطلاق لعلة الزنا ، أو بتزوج الرجل إذا طلق امرأته لعلة الزنا أو إذا ماتت ، ولا للمرأة أن تتزوج إذا مات زوجها أو طلقها لعلة الزنا لأنه لم يكن من البدء هكذا ، إذ لم يجر شيء من ذلك بالنسبة لآدم وحوا.
أفهكذا يكون احتجاج الرسل وما ذا يمنع الرسول من ان يقول : اني رسول من الله بشريعة تحريم الطلاق إلا لعلة الزنا ولا يحتج بهذا الاحتجاج الواهي من جميع اطرافه.
الزواج في القيامة : ومنها ما في العشرين من لوقا عن قول المسيح في الاحتجاج على الصدوقيين ٣٤ فأجاب وقال لهم يسوع أبناء هذا الدهر يزوجون ويزوجون ٣٥ ولكن الذين حسبوا أهلا للحصول على ذلك الدهر والقيامة من الأموات لا يزوجون ولا يزوجون ٣٦ إذ لا يستطيعون أن يموتوا أيضا لأنهم مثل الملائكة وهم أبناء الله إذ هم أبناء القيامة ، فانظر وتأمل وقل ما وجه التعليل لعدم التزاوج في القيامة بأن القائمين من الموت لا يستطيعون ان يموتوا أيضا ، وما وجه الحجة الكافية في ذلك.
أفيمتنع الزواج عقلا أو عادة على من لا يموت من نوع الإنسان وقل ما معنى نسبة الموت الى استطاعتهم ، وما معنى كونهم مثل الملائكة ، فإن كان ذلك بدعوى كونهم ارواحا مجردة فهو إنكار للقيامة من الأموات والمعاد الجسماني الذي عليه صريح العهد الجديد ، وما معنى كون أبناء القيامة أبناء الله فإن كان مضمونه ان غير الأبرار لا يقومون من الموت كان ذلك مخالفا لصراحة الأناجيل والعهد الجديد وإن كان الغرض منه التعرض لحال الأبرار فقط كان غير مطابق للسؤال العام عن حال الأبرار وغيرهم ، وان كان المراد ان جميع الناس أبرارهم وشرارهم يكونون في القيامة مثل الملائكة وأبناء الله فأين الدينونة وأين الجزاء حسب الأعمال وأين جهنم النار التي لا تطفئ كما هو مكرر في صراحة العهد الجديد وكيف يعقل ذلك.