القيامة من الأموات : ومنها ما في العشرين من لوقا عن قول المسيح أيضا في الاحتجاج على الصدوقيين للقيامة من الأموات.
وأما ان الموتى يقومون فقد دل عليه موسى في أمر العليقة كما يقول الرب إله ابراهيم وإله إسحاق وإله يعقوب ٣٨ وليس هو إله أموات بل إله أحياء لأن الجميع عنده أحياء.
وانظر الى «مت ٢٢ : ٣١ و ٣٢ ومر ١٢ : ٣٦ و ٣٧».
ولا يخفى انه ان كان وجه هذا الاحتجاج انه ليس في العالم موت ولا أموات كما يشعر به قوله لأن الجميع عنده احياء.
قلنا : هذا مخالف لضرورة الوجدان والعهدين مع انه بهذا الوجه لا يدل على القيامة من الموت ، بل يدل على انه ليس هناك أموات يقومون بل الجميع عنده احياء ، وهذا خلاف المدعى فيكون البرهان المخالف للضرورة غير منطبق على المدعي.
وان كان الوجه في الاحتجاج هو أن الله لا يكون إله أموات وقد قال انه إله ابراهيم وإله إسحاق وإله يعقوب فلا بد أن يكون ذلك باعتباره حياتهم بعد الموت وتوجيهه ان المراد من الأموات هي أجسادهم المفارقة للأرواح ، ومن الأحياء أجسادهم التي فيها أرواحهم ، فلا يكون الله إله أموات وأجساد خالية من الأرواح لأنها جماد ، فلا بد ان يكون القول بأن الله إلههم إنما هو باعتبار قيامهم من الموت ، وتلبس الروح بهم لخروجهم حينئذ عن كونهم جمادا.
قلنا : أولا لما ذا لا يكون الله إلها للجماد؟ أو ليس هو إله كل شيء وربه وخالقه؟ أو لم يجيء في العهدين انه إله صهيون «مز ١٤٧ : ١٢» وهي جماد وإله الآلهة «مز ٥٠ : ١». وهي اصنام جاد وإله السماء «دا ٢ : ١٨ و ١٩ وروء ١١ : ١٣».
وثانيا : لو سلمنا ان كون الله إلها لابراهيم واسحاق ويعقوب إنما هو باعتبار تعلق الارواح بأبدانهم. لقلنا : من اين يدل ذلك على القيامة من الموت وتعلق الأرواح بأبدانهم بعد الموت ، ولما ذا لا يكون ذلك باعتبار تعلق الأرواح بأبدانهم قبل الموت ، وهل يكون الاحتجاج على هذا التقدير إلا من قبيل التشهي